الأصل في الأفعال الإباحة، و لا منع و لا تجريم إلا بقانون . وأن لكل إنسان الحق في التصرف طبقا لأهوائه و رغابته من تفكير و إبداع بما في ذلك نشر أو توزيع أو بيع مناشر أو صور و غيرها ، ما لم يتقيد هذا الفعل بحدود قانونية خاصة ، تحد أو تمنع إستعماله ،و التصرف فيه بشكل مسيء أو مخالف للقوانين و النظم المعمول بها ، وألا يكون قصد صاحبها مخالفة تلك قوانين والنظم . ونشير في معرض حديثنا، على الظهير الشريف 204.56.1 الذي بموجبه يثم ضبط و إخراج صور جلالة الملك و صور أصحاب السمو الملكي و يخضع لمجموعة من الضوابط شديدة الصرامة ، والتي تحرم كل إستخراج وإيداع، وعرض، وبيع، إلا بإذن سابق يسلمه مدير الديوان الملكي، بعد أن تعرض عليه نماذج، أو نظائر من الصور المطلوبة من باب التنبيه لقاعدة عدم الجهل بالقانون . من المعلوم كذلك ، أن الفصل 25 من دستور المملكة المغربية 2011 يؤكد أن حرية الفكر و الرأي و التعبير مكفولة بكل أشكالها، حرية الإبداع و النشر و العرض في مجالات الفن و الادب و البحث العلمي و التقني مضمونة. كما أنه لم تخلو المواثيق الدولية و الدساتير الكونية و التشريعات الوطنية ، من التنصيص على الحماية الخاصة لحياة الافراد في كل تجاليتها ، لما لهذه الحياة الخاصة من قدسية و خصوصية تختلف من شكل لآخر. أنها توطأة قانونية عزيزي المتلقي ، لا يجب أن نغفل معها أن ناشر صورة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إجتهد و أبدع ، كما يجتهد الرسام والخطاط والنحات في تجسيد عمق وصدق أحاسيسه فيما تخرجه أنامله من إبداع إنساني. إن الأصل الذي تقره كل حماية قانونية ، و قبل كل مساءلة هو القصد من الفعل ، وما دام قصد صاحبه شريف يمثل أسمى القيم الإنسانية وهي الحب النابعة من عمق الأحاسيس الصادقة ، والتي عكست سمو وجلال غاية صاحبها ، من نشر صورة صاحب الجلالة الملك محمد السادس و بإنتشارها على نطاق واسع و على أعلى مستوى ، لتحقق أرقاما قياسية عبر وسائل التواصل الإجتماعي، حتى وان عدلت بشكل طفيف عن طريق تقنية الذكاء الاصطناعي والحال أنه لا يجاحد إلا الحاقد والحاسد في أناقة و سمو دوق وبهاء وهبة صاحب الجلالة نصره الله بلباسه التقليدي كما بلباسه العصري وصحة وابتسامته الدائمة حفظه الله . تعود الصورة الرئعة لجلالة الملك محمد السادس عزيزي المتلقي ، الى صاحب المحتوى و المصمم الغرافيكي السيد طه حسيني ، والتي عبر من خلالها عن حبه الكبير لجلالة الملك ، وليعبر معه ملايين المغاربة والأجانب عبر العالم أجمع . الصورة التي حققت ، "الترند " بلغة قياس نسب المشاهدة عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، والتي بلغت الملايين ، بالإضافة إلى إنتشارها وتقاسمها السريع عبر مختلف وسائل التواصل . صورة تم تداولها بحب وتعلق بملك المغرب وبالعرش العلوي المجيد ، كانت لسعة قوية وصعقة كهربائية بكل المقاييس لأعداء الوطن ، كانت رسالة حاسمة لم يتقبلها الحاسدون والحاقدون على أمن وإستقرار المملكة الشريفة ، كانت رسالة قوية من الشعب المغربي العظيم ومن عموم محبي جلالة الملك والمملكة المغربية من مختلف بقاع العالم ، و الذين عبروا و بكل فخر وشهامة وعزة عن حبهم الكبير والصادق لقائد بلاد المغرب الى ريفه الى عمق صحرائه . إنه تعبير عن تلاحم قوي بين المؤسسة الملكية والشعب المغربي الوفي ، تعبير عن ثورة ملك وشعب ،تلكم الثورة المستمرة من أجل مغرب متجدد. مغرب تجاوز اعداؤه الى قمم الأمور وأدركها ، ليتركهم في وحلهم كالخنازير النتنة . لم تكن مجرد صورة من شاب مبدع يحب ملكه ووطنه ، بل كانت صورة فندت كل الأكاذيب ، التي يتم ترويجها خصوصا من طرف نظام عسكري فاشل، أضحى يتحسس رقبته و ذلك الخنق الذي أصابه من كل الإتجاهات ، من شعبه الذي أنهكته الطوابير ، ومن محيط القاري والدولي الذي يتجرع منه الفشل الديبلوماسي تلو الآخر . فاللهم أنصر جلالة الملك محمد السادس وأحفظه وولي عهده مولاي الحسن وأسرته الشريفة وشعبه العظيم . ذ/الحسين بكارالسباعي محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان.