ردا على المقال: الدراركة بين زمنين لكاتبه عزيز المنتاج الصادر بتاريخ: 04/06/ 2013 { حيت أنا دراركي } ,,, ,لازلت أذكر، الحافلة رقم 19 كل يوم جمعة تشق ستار العزلة عن مكان تشير إليه العلامة اسمه "الدراركة" أردده غنة وأنشده ترنيمة الزمن الجميل حيث ضريح الولي الصالح سيدي الحاج سعيد، هناك لازلت ذاكرا حلاقة الرأس واغتسال عذراء تأهيبا لزواج وعقدة عاقر سعيا للإنجاب ونومة مخبول عسى يرتد إليه الذكر,,, والأعمة المتمايلة مرتلة قرآنا مجيدا تزيد المكان هيبة وأيدي تشد حبات المسبحة قانعة بعيش بسيط ترجو العلي القدير أن يجعل هذا البلد آمنا وأن يرزق أهله من الثمرات وجلابيب بيضاء تسطع بنور شمس الدراركة العتيقة المعتقة في دماء الشرفاء الجوادين "مالين البلاد" هم المحسنون المجيرين لمن لا جار له. و{حيت أنا دراركي} شهدت المهاجرين إلى ديارنا وعايشت المد العمراني وما أجبر أهلي وأبناء عمي المجاورين لديارنا على الانخراط في الانقلاب ضد الحضارة والتمدن، بسيطة هي المسألة: الأرض نعمة والحاجة مادة أما الحسد فهو نقمة. ولكم حل المسألة. أليس "الله يحب أن يرى آثار نعمته على عبده"؟ في عقد من الزمن وفي هذه البقعة المنسية على سفوح جبال امسكينة – كما سماها قلم أعيته الشطحات الخبرية- كانت الولادة. تكاثرنا وانتشرنا تماما كما تتكاثر السنابل وتغطي الأرض الطيبة "في كل سنبلة مائة حبة والله لا يضيع أجر المحسنين". ونحن المحسنون. و{حيت أنا دراركي} لازلت أذكر رحلة العطش المتواصلة كما سماها المنعوت أعلاه، جدتي تحمل قربة الماء على ظهرها من إكيو وجهتها إكيدار مشفقة على تكديرت الغارقة في عزلتها القاسية. وقصتنا مع التعليم والمدرسة اليتيمة (وأنا الدراركي الذي يظن أن اليتم صفة للبشر فقط) كالحبلى التي بقر بطنها 64 تلميذا للقسم، هكذا وصفونا. ولكن كنا نحلم بثانوية ثانية بعد الأولى وإعدادية ومدارس خاصة … … كانت الوقت هبيلة. ولازلت أذكر أمي المسكينة توقد الفتيلة تستضيء بها لصنع خلطة الشمع لطمس الشقوق في قدمي أخي الذي أعياه طول درب الإعدادية نحو إنزكان. {حيت أنا دراركي} لم أنسى أن أجدادي هم البرابرة أبناء مازيغ وأن جيراننا من آدم وآدم من تراب. كما لم أنسى أن المجتمع القبلي تحكمه عاداته وطقوسه، هذا الحكم الذي علمني أن العزة والخضوع لله وحده وأن المذلة وصمة عار لا تصم جباه الشرفاء. {حيت أنا دراركي} لا أنكر لوالدي همه في الحصول على عداد الماء والكهرباء ولا أستعر من أمي استفراغ المطمورة وطلبها التسجيل في لائحة المستفيدين من شبكة الصرف الصحي. بل لازلت أطمح لأحقق لأبنائي من بعدي مسرحا يشخصون فوق خشبته رحلة العطش المتواصلة، ذوب الشمع ومحنة التعلم. لازلت أسعى جاهدا لحفر أساس مسبح يغسل عن أولادي خطيئة العصر الهستيري. ولا زلت أجتهد لوضع أساس مشفى ومصحات خاصة تسعف نسلي من عثرة قدر غادر. هذا {أنا الدراركي} المجتهد الجاد في تحرير ولد بلادي من سارية البطالة والتهميش والإقصاء وبه أتصدر الواجهة لأرد على من فضحته لحظة سهو فهلوس عنا قائلا:' ولد الدرب اللي يحكم واللي ما بغا دبا يندم' بغيض القول وسفيه الكلم بلغة ولد الدرب أنشد بقوة ويردد معي أبنائي من جيل الأمل الله يعز مولاي السلطان. {حيت أنا دراركي} لا أستجدي شهادة شاهد ليوثق ميلادي قبل عشرين سنة خلت ولا أشحذ بصمة وكيل ليزكي أحلامي الكبيرة اللا منتهية ولن تكشف المشاريع العملاقة مثل أليوتيس وحدائق الدرارة وتكديرت الجديدة عن عورة الأحياء المجاورة (حي النهضة إكيو إكيدار وتكديرت …) ذلك أن الالتفاتة السامية واليد البانية تسر القول أمول النوبة. الدراركة ليست صامتة صمت القبور، الدراركة تتأهب لميلاد أكثر إشراقا لغد جد قريب. والعرافة أخبرت أمي يوما قبل الثمانينات أنه من الدراركة يبعث جيل البناء. هي نفسها من أرخ أسطر تاريخ جيل المحنة وبعده جيلي جيل التخطيط. و{حيت أنا دراركي} أنقش على كفي اللي حك نحاسي نوريه باسي. والرجل من يتشهد فداء وطنه او عرضه أو عائلته.