لم يتخيّل ان تقف إفريقيا كُلّها احتراما وتقديراً له كما في منصة التتويج بجوائز الكاف ليلة أمس بمراكش.. بل أصلاً لم يفكر في الشهرة حين أخذ كل مايملك فوق دراجته ذاك المساء الأليم لفائدة منكوبي زلزال الأطلس قبل أشهر.. قام بالواجب.. وانسحب في صمت صاخب اخترق كل شاشات العالم الإفتراضي والتواصل الإجتماعي بعنوان ملحمة تضامنية مغربية تخبر العالم بأن أهل هذا البلد، على قلب واحد. في الأفراح كما الأتراح وبروح التسابق إلى فعل الخير، بلا منّة ولا حساب.. في خلاصةٍ تجمعُ تدينا وحبا، كما تجمع تواضعَ طيّب القلب وغرورَ عزّة النفس.. هي القيم.. وكل القيم التي توّجت ليلة أمس في شخص المغربي محمد عقيل( مول البيكالا) من طرف الكاف.. أعطت لهذا الحفل لمسة استثنائية وكانها بذلك تعيد إلى اذهاننا بأن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص ماهي إلا ذريعة لنشر ثقافة التضامن والتآزر بين مختلف الشعوب والامم.. ونبذ كل أشكال الكراهية والحقد والضغينة.. بل ليس صدفة ان يتمّ أيضاً تتويج فريقنا الوطني فضلاً عن نتائجه الميدانية.. كانت صور قيم الأسرة تصل إلى ارجاء طفولة العالم.. كانت الأم والإحتفاء بها بقطر اصل كل القيم النبيلة في العالم.. هو حفل إفريقيا بالمغرب الحضاري كأمّة لا أعداء لها.. ولا يكنّ لنفسه ولغيره إلا الخير. ومن أكثر البلدان رغبة بالتعاون والصداقة… لهذا السبب أحبّنا الجميع.. كبلد يحِبّ فيُحَبُّ.. وحضر الجميع من إفريقيا وغيرها على صوت واحد.. شكراً لك يامغرب الأحرار والأخيار.. في حفل بهيج وباذخ بالقيم وتقاسم الفرح وسط العائلة الإفريقية المتضامنة.. هي رسالة مراكش ليلة أمس للعالم البعيدة كل البعد عن حسابات تقنية ذات الصلة بالاستحقاق الضيق بين فلان وغيره.. رسالة إلى اللؤماء أصحاب الفتن والشرور بين شعوب إفريقيا.. وهل من دولة ونظام في العالم موسوم بهذه الصفة غير كابرانات فرنسا.. وشلة شنقريحة ومن معه.. فطبيعيّ ان تطرد الشياطين من موائد الفضلاء والكرماء…فهي منزّه عن اللؤماء ومجرمي العشرية السوداء.. وهل من الطبيعي ان يحضر أزلام الرئيس تبّون حفل مراكش وهو الذي قام – اي الرئيس – بتكريم المرحاض في شخص ما يسمّى ( بالصحفي بونيف) جراء خدمات السب والشتم والقذف في الأعراض افراداً ومؤسسات.. نمودج للإفلاس الأخلاقي لهذا النظام بل الطبيعي هو الحفل الإفريقي بمراكش الذي أغلق الباب على صراخهم وعويلهم كي يروج لقيم التآزر والمحبة والإخاء بين شعوب إفريقيا.. هو مستقبل القارة.. وكرة القدم مدخل من مداخل متعددة للوصول إلى فضاء إفريقي قوي متضامن ومتفاعل مع بقية شعوب العالم.. هذا الأفق الحضاري للقارة بقيادة المغرب يتجاوز عجزة قصر المرادية واستعابه فتراهم حين لا ينسحبون.. يقاطعون.. وبينهما الكثير من الصراخ والبكاء والعويل.. تلك حالتهم.. وحالتنا أفق 2030 بين ضفرتي الأنبوب الإفريقي الأطلسي.. والربط القاري مع أوروبا.. واحتفالات بالحياة ببلد تحت عطف ورحمة الآية الكريمة : (… اطعمعهم من جوع وآمنهم من خوف) يوسف غريب كاتب /صحافيّ