شاهد جياني إنفنتينو ئيس الفيفا وباتريس موتسيبي رئيس الكاف على ما جرى في إفتتاح تظاهرة «الشان» وفقرات الحفل التي تضمنت خطابات وشعارات ترمي إلى الإساءة إلى بلد جار محترم اسمه المغرب. وفي حركة محملة بالحقد والكراهية، اعتمد مهندسو التجمع في ملعب الافتتاح مداخلة سليل عائلة نيلسون مانديلا وليس له من صفة غير التصاقه بهذا العنوان، والرجل من ذوي السوابق والجرائم يتشدق بالمبادئ وهو متهم باغتصاب الأطفال والنصب والاحتيال وغيره. وتابع مسؤولو الكرة في الفيفا والكاف كيف تم ذبح القيم النبيلة والإنسانية للرياضة عامة وكرة القدم خاصة، وللأسف ظهر المغرب، البلد الكبير الذي غيبوه حاضرا يسكنهم، تزعجهم مسيرته التنموية في مختلف المجالات، وتؤرقهم إنجازاته وهو رابعا في المونديال. لقد ظهر حاضرا بقوة في مخيلة اللذين جيشوا الجمهور في ملعب رياضي ليكيلوا له ولجماهيره الرياضية الراقية أنواع وألوان الشتائم في مخطط ظالم. وتاعبت إفريقيا الرياضية على تجمع بئيس فيه رائحة الحقد والكراهية في خلطة دمجت فيها العصابة المتسلطة على النظام في الجزائر توابل السياسة في الرياضة، ويحدث هذا بعد نجاح المونديال في البلد العربي قطر، لترتفع الأسئلة حول مستويات متباينة حضاريا بين الدوحةوالجزائر، والغريب أن العدوان الجائر المدبر شمل في ذات المناسبة رابح ماجر اللاعب الجزائري الدولي المحترف الذي شرف وطنه محليا وقاريا ودوليا، وحمله في مناسبات كروية مميزة في أوروبا. المنتخب المغربي لم يشارك بسبب إغلاق المجال الجوي من لدن سلطات الجزائر وتعذر على الوفد المغربي التنقل، عبر رحلة مباشرة من مطار الرباط-سلا إلى قسنطينة، حيث المباريات وبذلك فإنه لم يقاطع الحدث ولم يمتنع، وأمام عربدة مسؤولي الجزائر وتعنتهم وإصرارهم على تنزيل قرار إغلاق المجال الجوي رغم احتضان بلدهم التظاهرة القارية، نتساءل ما موقف مؤسستي الفيفا والإتحاد الإفريقي في النازلة، وكيف يتم فتح تحقيق في هذا الملف والرئيسان جياني إنفنتينو وباتريس موتسيبي و من معهما شهود عيان، عاينوا ما حدث. وتابعوا الخطاب العدواني لحفيد مانديلا الذي أستأجره المسؤولون وبرمجوا فترة نفت سمومه ونداءه بالحرب على المغرب مدعيا دون خجل أن الصحراء محتلة في المغرب، وهو يقحم نفسه في ملف مفتوح لدى الأممالمتحدة، والجزائر التي تؤمن تعويضات مشاركته في الحفل الكروي شريك في تأجيج الصراع و بني المرتزقة منذ عقود، والإتحاد الإفريقي والفيفا في اختبار اليوم حول مدى مصداقية المؤسستين في معالجة القضايا والدفاع عن قيم الرياضة وكرة القدم في القارة السمراء وفي العالم. فهل تجرؤ المؤسسة القارية باتخاذ القرار وفق ما يمليه القانون، خاصة وأن التظاهرة المقامة في الجزائر تشوبها شوائب، وقد سبق للمنتخب المغربي للشباب، أن تعرض للإعتداء في نهائي الدورة العربية الأخيرة في نفس البلد، وصور التعنيف و الضرب تناقلتها الفضائيات. وبعد المنتخب الوطني للمحليين، يستعد نادي الوداد الرياضي لينازل فريق شبيبة القبائل في فبراير القادم بتيزي وزو، في إطار منافسات دوري أبطال إفريقيا، فكيف ينتقل الوفد المغربي في هذه المناسبة والمكتب المديري للوداد يهيئ السفر على مثن طائرة خاصة، وهل تقبل سلطات الجزائر الترخيص باستقبال طائرة الوفد الودادي المغربي. نتساءل لأن مسلسل العداء تغذيه الجارة ومستمرة فيه وحفل افتتاح «الشان» المحمل بالكراهية، تضمن إشارات عداء دفين يتجدر، ويكبر من يوم لآخر رغم ما أسداه المغرب لجارة من خير ودعم وسند في فترة محنها، حيث ساعدها على الاستقلال والحرية. وللأسف المشكل قائم يرعاه نظام الجزائر ويفرض تحكيم مؤسسات قوية صادقة ومحايدة والكرة الآن لدى إنفانتينو وموتسيبي. محمد أبوسهل