تتزايد خلال هذه الفترة من كل سنة أعداد المصابين بالإنفلونزا الموسمية في المغرب، والتي تتسبب في حالات مرضية متفاوتة الخطورة حسب كل شخص. ومن المعلوم أن خطر الإصابة بهذه الإنفلونزا يرتفع بشكل أكبر خلال فصلي الخريف والشتاء، في الوقت الذي يؤكد فيه الأطباء على أهمية أخذ اللقاح الموسمي المضاد لتخفيف أعراض المرض، لاسيما بالنسبة للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة والمسنين. في هذا السياق، كشف الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن "ارتفاع حالات الإنفلونزا الموسمية وجميع الأمراض الفيروسية التنفسية في هذا الوقت بالذات يعد أمرا طبيعيا، لأن الناس يقضون معظم أوقاتهم في الفضاءات المغلقة كالمنازل، وهو ما يساهم في انتشار العدوى". وأوضح حمضي أن "من بين أسباب انتشار هذه الأنفلونزا أيضا ضعف مناعة الإنسان خلال الفصول الباردة، فضلا عن أن الجهاز التنفسي والمخاطي يتعرض لجروح بسرعة، وهو ما يسهل احتضان الأمراض الفيروسية التي يزيد أمد حياتها خلال هذه الفصول مقارنة بالصيف". ووفقا لذات الطبيب، فإن "حالات الإصابة التي يتم تسجيلها خلال هذه الفترة من السنة لا يمكن الجزم بأنها جميعا تتعلق بالإنفلونزا الموسمية، بل يمكن أن تكون أيضا ناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا أو أمراض أخرى تسبب أعراضا مشابهة". وخلص ذات المتحدث إلى التأكيد على "ضرورة الإسراع إلى تلقي اللقاح المضاد لعدوى الأنفلونزا، لاسيما في صفوف الفئات الهشة، كالأطفال والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل، ذلك أن إصابة هذه الفئات بالعدوى قد يسبب لهم مضاعفات صحية خطيرة تصل إلى الوفاة".