أعرب عدد من المواطنين المغاربة عن مخاوفهم من تكرار سيناريو جائحة كورونا المرعبة، وذلك على خلفية تزايد عدد الإصابات بمرض تنفسي خطير ظهر مؤخرا في الصين، معقل وباء كوفيد-19. وأعاد اكتظاظ مستشفيات الصين بآلاف الأطفال ممن يعانون صعوبات في التنفس، إلى الأذهان مشاهد بداية انتشار جائحة كورونا في ووهان، قبل أن تتفشى عبر العالم، وصولا إلى المغرب، حيث خلفت مليون و277 ألف و746 إصابة، و16 ألف و297 وفاة بالمملكة. ولعل ما يزيد مخاوف المواطنين هو وصف منظمة الصحة العالمية الوضع في الصين ب"المقلق"، فيما طلبت من سلطات البلاد تزويدها ب"معلومات مفصلة عن تزايد أمراض الجهاز التنفسي وتفشي الاتهابات الرئوية بين الأطفال". وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن "ما تعيشه الصين حاليا، من تزايد عدد الإصابات على مستوى الجهاز التنفسي للأطفال، وتزايد الضغط على المستشفيات، هو ما عاشه المغرب وعدد من الدول الأوروبية في وقت سابق، أي بعد رفع الحجر الصحي". وأكد حمضي أنه "لم يتم إلى حدود اليوم الإعلان عن اكتشاف أي فيروس جديد في الصين، عكس ما تداولته العديد من الأوساط"، مشيرا إلى أن "الصين رفعت الحجر الصحي في يناير الماضي، وهذا هو أول فصل بارد تعيشه ما بعد الحجر، وهو ما جعل الساكنة، التي كانت معودة على التدابير الوقائية وتخلت عنها فيما بعد، عرضة للأمراض التنفسية". وأوضح الطبيب أن "ما يقع في الصين يتعلق بحالات إصابة بأمراض مختلفة منها كوفيد-19 والإنفلونزا الموسمية وباقي الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، مع انتشار العدوى بين المواطنين"، واصفا هذا الوضع ب"الطبيعي"، خاصة ما بعد الحجر الصحي. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الدول حول العالم أعربت عن قلقها إزاء تطورات الوضع الصحي في الصين، وذلك بسبب اكتظاظ المستشفيات في بكين وشمال الصين بالأطفال المصابين بأمراض تنفسية مختلفة. هذا، وتتشبث السلطات الصينية بكون "الأمراض الموسمية، بما في ذلك الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي والالتهاب الرئوي (الميكوبلازما)، وهي عدوى بكتيرية عادة ما تكون خفيفة وتؤثر على الأطفال، هي التي تقف وراء اكتظاظ المستشفيات"، مشيرة إلى أنه "لم يتم رصد أي مسببات أمراض غير عادية أو جديدة، أو أعراض سريرية غير معتادة".