لا أدري كيف ابدأ و من أين ؟ يقول المثل المغربي : « للي تلف يشد الأرض", و الواقع أننا لم نبرح الأرض أبدا مذ كنا, و مع ذلك فحيرتنا لا تزداد إلا ترسخا, و هذا نصيبنا مع هذه الأرض و من تشبتنا و تعلقنا بها . و يقول المثل المغربي كذلك : " كثرة الهم تضحك ", و الواقع الآن أن كثرة الهم تقتل بالضحك ,قتلا حقيقيا لا موقع فيه للمجاز . و يقول شباط في خطبة عرفة التي ألقاها أمام الجمع المليوني للمومنين الإستقلاليين, الذين حجوا إلى شارع النصر من كل جهات المملكة ليشهدوا منافع لهم و يشكروا شيخهم على نعمة الدجاجتين : »لا تجتمع أمتي على ضلال ", و قال كذلك: »من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, و إن لم يستطع فبقلبه, و ذلك أضعف الإيمان " و قال ايضا أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف, و قال كذلك أنه ضد استغلال الدين في السياسة . و أقول للسيد بنكيران رئيس الحكومة : كفاك طغيانا و كفرا . أفلا ترى أن الحق مع شباط ؟ أفلا ترى أنه قادم هو و جنده لتحرير المغرب من المفسدين ممن ترعاهم أنت و حلفاؤك السكارى و المعربدين ؟ أنسيت أن حزب الإستقلال هو أب الأحزاب كلها , و على رأسهم الإتحاد الإشتراكي ؟و ما حضور هذا الأخير في الجمع المليوني إلا لتقديم البيعة للشيخ و إحياء الكتلة .ألا تفهم أن الإسلام الحقيقي هو ما يدعو إليه شباط , و أن حزب الإستقلال هو الحزب الإسلامي بامتياز, و أنكم إنما جئتم مقلدين و مبتدعين .أولم تسمع الشيخ شباط يستدل بسورة النصر, في يوم احتفال بالنصر , و في شارع النصر ؟ ألا تعلم أن النصر كان دائما حليفه منذ خروجه أول مرة من مدينة فاس , حاملا فأسا لا يبقي ولا يذر , كخروج المغول و التتار ,,, لا يمرون على قوم إلا أخضعوهم لسلطتهم بحد السيف ؟ أولا ترى أنه ما طمع في منصب إلا ناله, و أن مسيرته لا يمكن لها أن تتوقف , و من يعترض قطاره فلا يلومن إلا نفسه .؟ ألم يصبح عمدة فاس, منبع الحضارة المغربية الضاربة في أعماق أفريقيا و الأندلس , ثم أتبعها بزعامة نقابة الإتحاد العام للشغالين حامية الفقراء و الطبقة العاملة, ثم انتخب بشكل ديمقراطي جدا على رأس حزب الإستقلال, و ما أدراك ما حزب الإستقلال ؟ ألم يكن هذا الحزب هو من حرر البلد من الإستعمار الفرنسي, و عرب التعليم, و حارب سياسة الحزب الواحد ؟ أليس هذا الحزب هو من لا يزال يطالب باسترجاع الثغور من القنادسة و كلمبشار, و ربما طالب غدا بموريطانيا و مالي و السنغال ؟ ألا يستحق هذا الشيخ رئاسة الحكومة ؟ ألا يستحق أن يدخل المغرب في سجل غينس للأرقام القياسية ؟ فليس في علمنا زعيم يجمع بين كل هذه المناصب و هذه العبقرية في الفهم , و يدعي مع ذلك تقاسمه السلطة مع الشباب و مع النساء و مع الشعب, إلا هو و العقيد الراحل, ملك ملوك أفريقيا و صاحب النظرية الثالثة و زعيم الجماهيرية الشعبية العربية الإشتراكية الليبية العظمى, و ما تاريخه عنا ببعيد . إنني لا أدري كيف أختم هذا المقال تماما كما لنم أدر كيف بدأته ,و لكن هذا لا يهم فكما يقول المثل المغربي : »بحال اليمن بحال اليابان " فكل الشعب حزب الإستقلال و كل الإستقلاليين شباط و قريبا سيطل علينا الإمبراطور شباط ليقول لنا صراحة : » انا الشعب, و الديموقراطية التي تنتظرون , سأفرضها من الاعلى بعد أن أصل إلى الأعلى و أجمع كل السلط في يدي " كما لا أدري كيف صبرنا و صبر الإستقلاليون على مثل شباط و أكاذيبه حول الديموقراطية و ضرورة إشراك المرأة في الحكومة بنسبة لا تقل عن عشرين بالمائة , مع أن لجنتة التنفيذية لا تضم إلا نسبة عشرة بالمائة من النساء .. لا أدري كيف نقبل سياسيا يتحدث عن خطوط حمراء في ظل أزمة خانقة, فحتى الدين الذي لا يكف عن التبجح به يبيح المحظورات عند الضرورة . و لا أدري كيف ننظر إلى زعيم سياسي يعلن بين عشية و ضحاها أنه لن يقبل أبدا بوجود حزب معين في أي حكومة يشارك فيها رغم أن هذا الحزب من مكونات الكتلة و لم يمر على إعلان حنينه إلى الكتلة و نيته إحيائها غير بضعة أيام , أم أننا فقدنا البصر بعد فقدان البصيرة و أصبحنا عرضة للمثل المغربي : » غير كور و اعطي للأعور" سعيد براتك