أصيب عدد من المواطنين الذين عاشوا لحظات الرعب جراء زلزال الحوز بصدمات بليغة، خاصة أولائك الذين فقدوا أقربائهم وأحباءهم جراء هذه الفاجعة. من هذا المنطلق، أعلنت الجمعية المغربية للرعاية والمواكبة النفسية عن تشكيلها خلية من الدكاترة والأخصائيين للنفسانيين للاستماع وتقديم المواكبة النفسية للمواطنين المتضررين من الزلزال وتدبير آثار ما بعد الصدمة. وشددت الجمعية على أن "التأثيرات النفسية هي كبيرة على نفوس من عاشوا الزلزال"، مشيرة إلى أن "من هم أبعد من المنطقة الرئيسية لا يعيشون الأثر النفسي نفسه الذي يعيشه من لا زالوا يشعرون بالهزات والارتدادات الأرضية". في هذا السياق، كشف فيصل طهاري، أخصائي نفسي إكلينيكي ومعالج نفساني، بأن التأثيرات النفسية للزلزال تشمل "الإحساس بالخوف والقلق وعدم الإحساس بالأمان"، مشيرا إلى أن هذه المشاعر "تفسر افتراش الناس للأرض في الساحات العامة عوض منازلهم في عدد من المدن المغربية". وأوضح طهاري بأن "التأثيرات يمكن أن تصل إلى الإحساس بنوبات الهلع الشديدة، التي ينتج عنها ارتفاع ضربات القلب وآلام في الأمعاء والمعدة"، لافتا إلى أن "نوبات الهلع ناتجة عن شدة الخوف والقلق وعدم الإحساس بالأمان". وأكد الأخصائي النفسي الإكلينيكي أن "هناك العديد من المواطنين المتضررين من الزلزال لم يستطعوا تجاوز الصدمة بعد، خاصة الأطفال والمسنين بشكل أساسي". وخلص الأخصائي إلى بأن "اضطرابات الهلع والقلق والاكتئاب ستكون هي الطاغية على المغاربة في هذه الأوقات العصيبة"، مشددا على أن "الأذى النفسي الأكبر يحسه من هم في المناطق الأكثر تضررا".