تساءل متتبعون للشأن الثقافي و السياسي بمدينة تزنيت عن السر الكامن وراء غياب شخصيات وازنة عن افتتاح مهرجان تيميزار في نسخته أل: 11 التي انطلقت فعالياته اليوم الأربعاء 23 غشت 2023. وذكر هؤلاء بأنهم تفاجأوا لعدم حضور أي وزير على خلاف الدورات السابقة، مع تسجيل غياب السيد الوالي و رئيس الجهة، مع حضور نائبة له، مع تسجيل غياب عدد كبير من رؤساء المصالح الخارجية و فعاليات معروفة على الأقل على مستوى جهة سوس ماسة. و ذكرت مصادر أكادير 24 بأن هذا الغياب لن يرق منظمي المهرجان، إذ حطم كل الرهانات التي كانت تأمل أن يحققها المهرجان في تحوله نحو أن يصبح تظاهرة وطنية تسعى للعبور إلى العالمية. بدلاً من ذلك، بدت مشاهد افتتاح هذه الدورة وكأنها مهرجان محلي، حيث تسلمت شخصيات محلية إدارة الحفل، وهو ما يتنافى مع معايير تنظيم التظاهرات الكبيرة. هذا الحدث يثير تساؤلات حول مكانة المهرجان وتأثيره الفعلي، هل هو إشارة على أن المهرجان فقد التأييد الرسمي من الجهات المعنية، وأنه لم يعد يحظى برضى الدولة كما كان في السابق؟ أم هو مجرد تعبير عن غضب تجاه جهة ما على الأقل في الخفاء، و هو ما سيترك أثراً على مستقبل المهرجان وسمعته. تحوّل مهرجان تيميزار منذ بداياته إلى نقطة جذب مهمة على الصعيدين الوطني والدولي، وتمثّل لهذه المدينة الساحلية فرصة للتعريف بثقافتها وتراثها الفريد، لكن ما جرى في افتتاح هذه الدورة يمثل ما يشبه انتكاسة تنظيمية، وقد يترك تأثيراً سلبياً على الصورة العامة للمهرجان. من المحتمل أن تبذل إدارة المهرجان جهداً إضافياً لتدارك الأمر فيما تبقى من أيام المهرجان، على أمل استعادة بعضا من البريق والانطباع الإيجابي. ولكن يبقى السؤال: ما الذي دفع إلى حدوث هذه الانتكاسة في الافتتاح؟ هل كان غياب الوزراء والوالي ورئيس الجهة نتيجة لظروف خاصة، أم أن هناك تداعيات أكبر تحدث في الكواليس؟ سواء كان هذا الحدث نتيجة لسوء تنظيم أو لتداعيات سياسية أو إدارية، فإنه بالتأكيد سيضع إدارة المهرجان في تحدٍ كبير لاستعادة ثقة الجمهور وإثبات قدرتها على تنظيم تظاهرة تليق بأهمية المهرجان. سيكون على إدارة المهرجان أن تبتكر استراتيجيات جديدة لتحقيق الانطباع المرجو ولجذب الاهتمام والتأييد من الجهات المعنية والجمهور. بصورة عامة، فإن ما حدث في افتتاح مهرجان تيميزار في دورته الحادية عشرة ستكون له تأثيرات متعددة على مستقبل المهرجان. سيكون على الجهات المعنية العمل على تدارك الأمور وتحسين تنظيم المهرجان في المرات القادمة، لضمان استمراره كمناسبة ثقافية وفنية بارزة على الساحة الوطنية والدولية.