بصفتي مواطنا عاديا أحب أن أعيش في حي نظيف و آمن. لكن قطيع كلاب تتزعمه كلبة استقر عندنا. و ان كان ضرر الازبال في الحي مؤجل، فإن خطر وجود الكلاب الضالة عظيم، فقد سمعنا انها افترست طلفة صغيرة قبل أسابيع في أحد أحياء المدينة. وضعت شكاية عند المصالح الصحية في البلدية، فأرسلوا فريقا للقبض على الكلبة و جرائها الصغار. فرحت كثيرا بهذا الانجاز و نمت ليلة هنيئة. لكنني فوجئت في اليوم التالي بنفس الكلبة تصول و تتبختر في الحي. مع ان القانون يمنع قتل الكلاب الا أنني لم ار في اذنها اية اشارة لتعقيم و لا لتلقيح. عدت سريعا للمكتب الصحي لاخبرهم بما رأيت، لكن الموظف كذبني و أنكر انهم أطلقوا سراحها. ظلت الكلبة تعيش بيننا بكل حرية إلى أن ولدت مرة أخرى، واتخذت لنفسها مكان قرب بيتي و بدأت بمهاجمة المارة. منعت بناتي المسكينات من الخروج للعب و هن في عطلة و اتصلت بموظف المصلحة لينقذنا، فما كان منه إلا أنه ذكرني باتهامي له بالتقصير حينما عادت الكلبة بعد اعتقالها الاول. طلب مني شكاية خطية أضعها بمقر البلدية ثم أعود إليه بوصل الإيداع لمبنى المصالح الصحية الذي يبعد بضعة أميال. فعلت ما أمرني به و وضعت الشكاية و لم يأتي أحد. في اليوم التالي أخذت بناتي للعب و في طريق العودة مررنا بمقر المصلحة و اخذتهن معي و دخلنا عند المسؤول. سألتهن عن سبب عدم خروجهم للعب فأجبن بانهن يخفن من الكلبة. استجاب المسؤول بعد هذا الاستعطاف و أخبرني اننا في موسم تزاوج الكلاب و ان كلبة ولود عضت أربعة مواطنين بالأمس فقط. ارسل معي شاحنة جمع الكلاب هذه المرة. حينما وصلنا إلى الحي وجدنا الجراء دون الكلبة. أخذت سيارتي و بدأت ابحث عنها في الحي. رأيت كلبا ممن يكون بصحبتها، فحدتثني نفسي ان اسأله عن مكانها، لكنني تذكرت أن الكلاب لا تجيب. لعل هذا من بدايات الجنون. غادرت الشاحنة و تركت الجراء و لم تأخد الكلبة. بعد برهة عادت الكلبة، اتصلت بالمسؤول فتذكرت انه حبس رقم هاتفي. اتصلت به من رقم آخر فوعدني بالعودة لاحقا، و بقية الكلبة منتصرة مرة أخرى. انشدت قائلا: الكلبة و ما إدراكنا الكلبة هي من أتقنت منا اللعبة تفر ان أتوا و تعود بعدها و كأنها وهم أو ربما كذبة حتى وإن امسكوها يوما عادت لانها لوجوهنا محبة أكادير صارت مرتع كلاب فلا نجاة الا بخالق الكعبة.