افتتاح المشاريع الكبيرة والمهمة يمثل دائمًا حدثًا مهمًا في حياة المجتمع، فهو يعكس التقدم والتطور في البنية التحتية ويضع المنطقة على خارطة الاهتمام الوطني والدولي. من بين المشاريع الحيوية التي تحظى باهتمام كبير في إقليمتزنيت هو "المركز الوطني للتخييم" الذي افتتح في أكلو التابعة تربيا لإقليمتزنيت. إنه مشروع ضخم وطموح يهدف إلى تعزيز السياحة والترفيه في المنطقة ويحمل فرصًا كبيرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومع ذلك، لاحظنا في موقع أكادير 24 أن هناك إقصاءً واضحًا للإعلام المحلي والجهوي في عملية افتتاح هذا المشروع الهام. رغم أن الإعلام المحلي والجهوي يعتبر الروح الحية للمجتمعات المحلية، حيث يعكف على تغطية الأحداث والمشاريع المحلية ويعكس هويتها الثقافية والاجتماعية. كما أنه إذا لم يتم منح هذا النوع من الإعلام الفرصة لتغطية هذا الحدث الكبير، فإن المنظمين يفقدون الفرصة للتعبير عن هذه الهوية والتأثير في مستقبل المشروع. نعم..قد تكون الأسباب وراء هذا الإقصاء متنوعة، قد تكون لأسباب إدارية أو لرغبة في تسليط الضوء على المشروع بشكل وطني أو دولي أكبر، وقد تكون لأسباب سياسية. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن تأثيرات هذا الإقصاء يمكن أن تكون سلبية وتؤثر على المستوى المحلي والجهوي. إن تمويل ودعم وسائل الإعلام المحلية والجهوية يمثل استثمارًا هامًا في التواصل الجماهيري والحفاظ على التواصل بين الجهات المعنية والمواطنين. فالإعلام المحلي يعمل على نقل المعلومات وتقديم الأخبار بشكل مباشر وحيادية، وهذا يزيد من شفافية العملية ويعزز الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية. علاوة على ذلك، يمكن للإعلام المحلي أن يسلط الضوء على قصص النجاح والفرص التي يوفرها المشروع للمجتمع المحلي، وبالتالي يساهم في تحفيز المزيد من المشاركة المجتمعية والتفاعل مع المشروع بشكل إيجابي. بالنظر إلى أهمية الإعلام المحلي والجهوي، ينبغي على المسؤولين بإقليمتزنيت والجهات المعنية أن يولوا اهتمامًا كبيرًا لتعزيز دور الإعلاميين وتمكينهم من المشاركة الفعالة في تغطية الأحداث الكبيرة مثل افتتاح المركز الوطني للتخييم في أكلو. وينبغي أن تكون هناك مبادرات لدعم وتشجيع الإعلام المحلي وتوفير الفرص والموارد اللازمة لتغطية هذه الأحداث وإثراء التغطية الإعلامية على المستوى المحلي والجهوي. هذا الإجراء لن يعزز فقط التواصل بين الجهات المعنية والجمهور، ولكنه سيسهم أيضًا في تعزيز الديمقراطية وتمكين المجتمعات المحلية والجهوية من المشاركة الفعالة في بناء مستقبلها. إن الإعلام المحلي والجهوي يعد أحد أهم الأركان في بناء المجتمعات المترابطة والمعرفة والوعي الجماعي، ويجب أن يتم دعمه وتمكينه ليستمر في تقديم دوره الهام في نقل الأحداث والتفاعل معها والتأثير في مستقبل المشاريع الهامة في المنطقة. لا بد أن نفهم قيمة هذا الإعلام وأهميته وأن نتعامل معه بحساسية واحترام لتحقيق التوازن والشفافية وتقديم الصورة الكاملة للجمهور والمجتمع بشكل عام.