"من أجل استراتيجية جهوية للنهوض بالتخييم السوسيوتربوي ومجالاته" شعار مشروع يستهدف أكثر من 250 ألف مستفيد والمراهنة على تفاعل المجتمع المدني لوضع برامج تروبوية منسجمة مع تطلعات الشباب. "من أجل استراتيجية جهوية للنهوض بالتخييم السوسيوتربوي ومجالاته"، كان هذا محور اللقاءات التواصلية التي عقدتها الجامعة الوطنية للتخييم في شخص مكتبها الجهوي ( الرباط، سلا، القنيطرة) يوم الخميس 17 مارس الجاري بمقر وزارة الشباب والثقافة بالرباط. وأجمع كل المتدخلين على أن هذه المبادرة تأتي في سياق وطني يتسم بمرور 10 سنوات على إقرار دستور 2011 والذي حث الدولة على اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات والسياسات العمومية التي تضمن حقوق المغاربة الأكثر هشاشة، خاصة الطفولة والشباب، وذلك في إطار سعيهم إلى تطوير عنصري المأسسة والحكامة ومحاولة البحث الجماعي المتوافق حول بناء مستقبل يضمن مشاركة الجميع، وبناء التزام اجتماعي من أجل ضمان تنفيذ خطة استراتيجية جهوية للنهوض بالتخييم، وكذا تدارس ومراجعة رؤية ورسالة الجامعة على الصعيد الجهوي عبر ضمان إشراك كافة الأطراف المعنية بالتخييم ومجالاته، إضافة إلى تطوير الإدارة المالية وضمان تعبئة الموارد وتحسين نظام التدبير والمشاركة والتتبع والتقييم. وتهدف الجامعة الوطنية للتخييم من خلال هذه اللقاءات التشاورية إلى إعداد تصور مستقبلي للتخييم يقوم على تنمية القدرات الداخلية للجمعيات العاملة في المجال على صعيد جهة الرباط، سلا، القنيطرة، وخلق فضاءات للتداول والحوار العمومي تروم تمكين الجمعيات من تدارس رؤية ورسالة الجامعة على الصعيد الجهوية. واعتبر هؤلاء، أن الهدف من هذه المبادرة هو تنمية القدرات المؤسساتية للمكتب الجهوي للجامعة في مجال التخطيط الاستراتيجي وزيادة المشاركة في تطوير رؤية الجامعة واتجاهاتها وعملية صنع القرار. وتروم الجامعة الوطنية للتخييم من عقد هذه اللقاءات التشاورية إلى تقوية التشبيك وتنمية العمل الوحدوي وتعبئة الشركاء، وتنمية القدرات والتكوين في مجال التخييم، والتواصل الفعال والعلاقات العامة، إلى جانب التركيز على التعبئة والمرافعة حول قضايا التخييم. وفي هذا الصدد قال محمد القرطيطي، رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، أن هذه الندوة التواصلية التي نظمها المكتب الجهوي لجهة الرباط، سلا، القنيطرة، جاءت في سياق عام الهدف منه التحسيس والتعبئة للجسم الجمعوي من أجل الانخراط في أنشطة جديدة خاصة فيما يتعلق بمجال التخييم والمجالات المرتبطة به، مشيرا في تصريح ل "العلم" أنهم يركزون خلال هذه اللقاءات التواصلية على عودة الروح للمخيمات وتبديد الشكوك والتغلب على هاجس القلق الذي سيطر على المغاربة طيلة الجائحة. وتابع المتحدث، أن التخييم هو أساس التنشئة الاجتماعية وإنتاج القيم، مؤكدا أن مختلف الجمعيات تبذل جهودا مضاعفة من أجل إعطاء حمولة تتميز بالجودة والقيمة المضافة. وأوضح القرطيطي، أن الجامعة تهدف قبل نهاية الشهر الجاري إطلاق العرض الوطني للتخييم في لقاء تواصلي سيترأسه وزير الشباب والثقافة والتواصل وهو بداية لتنظيم هذا النشاط الذي يهم شريحة كبيرة من الأطفال واليافعين، مشددا على أنه خلال هذه السنة سيتم فتح ثمانية فضاءات جديدة مجهزة. من جهته، قال محمد الأجباري، رئيس مصلحة المخيمات بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، إن هذا اللقاء التواصلي الذي أطلقه المكتب الجهوي لجهة الرباط، سلا، القنيطرة، يأتي في إطار التفاعل مع البرنامج الوطني للتخييم باعتباره أعرق برنامج تربوي على الصعيد الوطني، يستهدف أكثر من 250 ألف مستفيد من فئة الطفولة والشباب واليافعين، مضيفا في تصريح ل"العلم" أن هذا البرنامج بدأ يستمد قوته من الحضور الكبير في المجتمع وداخل الأسر ويعرف متابعة إعلامية واسعة وبرلمانية، وشهد دينامية أخيرة على مستوى منظومة التخييم، من خلال صدور المرسوم التنظيمي للمخيمات وبنيات تحتية جديدة وحديثة وبهندسة معمارية متميزة. وأوضح المتحدث نفسه، أنهم يراهنون على تفاعل المجتمع المدني مع هذا المشروع، مشيرا إلى أن هذه المشاورات تأتي في إطار هذا التفاعل لأخذ تطلعات الفاعل الجمعوي واستقراء آرائه من أجل وضع برامج تربوية منسجمة مع تطلعات الشباب، مشددا على أن هذا المشروع يعزز مبدأ المشاركة والتشارك لأنه أساس نجاح أي مخطط عمل. في حين أكد محمد السملالي، رئيس المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم (الرباط، سلا، القنيطرة) أنهم يؤمنون بالتشارك والمشاركة، قائلا: "من أجل ذلك قمنا بهذه اللقاءات التشاورية داخل الأقاليم للاستماع لباقي الفرقاء لمعرفة جميع حيثيات التخييم كبنية تحتية، سواء من الناحية الصحية، أو التغذية أوالمراكز والفضاءات. وأضاف في تصريح ل "العلم" أن الجامعة تخطط لاستراتيجية من أجل النهوض بالتخييم في أفق سنة 2025، والوقوف على المشاكل التي تهم القطاع والإمكانيات التي يمكن توفيرها ومناقشتها مع الشركاء في القطاعات الحكومية والمنتخبة. وبخصوص الإكراهات المادية، أكد السملالي، أن الرؤية ما زالت ضبابية وغير واضحة، وهذا ما تطرقنا إليه في جميع المنابر الإعلامية، مشددا على أن القطاع الحكومي غير مهتم، ونحن كجامعة وطنية للتخييم لا يمكننا الارتباط فقط بقطاع واحد، لقد تم الانفتاح على العالم الخارجي المتعلق بالقطاع الخاص. وأوضح، أن هدف الجامعة هو إخراج الأطفال من جائحة كورونا، مع الاحتفاظ بالتدابير الاحترازية، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات التشاورية تستهدف بالدرجة الأولى الجمعيات داخل أقاليم المملكة، ثم ستكون هناك خطوة أخرى مع الفاعلين الجمعويين.