كان كل شيء يمكن أن يمر بشكل عادي وسلس ويمنح امتحانات الباكلوريا بمدينة تزنيت مناخا تربويا واداريا سليما بعيدا عن أجواء الاحتقان، لولا زيارة المدير الإقليمي للتعليم المهدي الرحيوي لمركز الامتحان بثانوية المسيرة الخضراء صباح اليوم الاربعاء 31 ماي ، حيث دخل في نقاش حاد مع أستاذة بسبب نقابها، مما أدى إلى دخول الأستاذة في نوبة بكاء وانهيار نفسي وأمام مرأى الأساتذة، وهو ما أثار استياء عارما بالمؤسسة. في هذا السياق، أفاد أستاذ من عين المكان ، أنه كان من الممكن أن يتأكد المدير الإقليمي من هويتها دون اللجوء الى تشنج وتعسف على الأستاذة، وإن كان ذلك من اختصاص رئيس مركز الامتحان. وتفاعلا مع الواقعة، علق الفاعل المدني سعيد رحيم والذي يشغل ايضا نائب الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم fne على صفحته في الفايسبوك بأن إقدام المدير الإقليمي للتعليم بتزنيت على إهانة أستاذة في مركز الامتحانات بثانوية المسيرة الخضراء صبيحة اليوم الأربعاء بسبب لباسها ( النقاب) يؤكد مرة أخرى، على حد قول سعيد رحيم، أن بعض المسؤولين "تختلط لديهم الفانطازمات الأمنية والبؤس الفكري والجهل القانوني..ويعتقدون أنهم بمثل هذه السلوكات يعززون حضورهم الإداري في هرم سلم الإدارة ويغطون فراغات سيرتهم الرخوة والكارثية!" وأضاف رحيم بأنه كان يمكن التأكد من هوية الأستاذة،كما يتم التأكد من كل هويات الأساتذة الذين تم تكليفهم خارج مؤسساتهم الأصلية للحراسة بثانوية المسيرة ، دون أن يسبب لها كل هذا الضرر النفسي والمعنوي ؟! و واصل رحيم في تدوينته قائلا "بعيدا عن الفانطازمات الأمنية والتمثلات الرخوية الاستئصالية الفقيرة فكريا وحقوقيا، من يخبر هذا المدير الإقليمي أن أعلى سلطة في البلاد والذي يحكم ويسود استقبل أمهات لاعبين في الفريق الوطني داخل القصر وهن يلبسن النقاب في احترام لحريتهن الشخصية في اللباس والاعتقاد والحضور في الفضاء العام…". كما سارعت الجامعة الوطنية للتعليم fne الى إصدار بيان شديد اللهجة ضد المهدي الرحيوي المدير الإقليمي للتعليم بتزنيت ، اعتبرت فيه أن المدير الإقليمي المذكور يتمادى في تجاوزاته وسقطاته، وأنه في عز انخراط كل مكونات المنظومة في استحقاق الامتحانات الإشهادية، أقدم على خطوة خطيرة في حق أستاذة بمركز الامتحان بثانوية المسيرة صبيحة الأربعاء 31 ماي، حيث أهان الأستاذة أمام زملائها وأمر بإخراجها من مركز الامتحان بسبب لباسها (النقاب) مما تسبب لها في انهيار نفسي وأزمة صحية حادة. واعتبرت النقابة، أن هذه الواقعة تؤكد جهل المدير الإقليمي بالقانون، على حد تعبيرها، فهو من ناحية تجاوز صلاحياته داخل مركز الامتحان الذي يعتبر فيه رئيس المركز المسؤول الأول والأخير، وتجاوز حدود الصلاحيات التي تقتصر فقط على التأكد من هوية الأستاذة، بطلب بطاقة تعريفها، ولا يملك حق ازدراء لباس، يبقى اختيارا شخصيا، ونعت لابسه بنعوت تحقيرية. النقابة اعتبرت ما قام به الرحيوي سقوطا أخلاقيا واداريا ، ويعد انتهاكا حقوقيا، لمواطنة في مؤسسة عمومية، يؤطرها القانون وليس استيهامات سلطوية، علما أن لباس هذه الأستاذة لم يكن قط عائقا أمام أداء عملها بكل نبل وجدية، حسب ماذهب إليه بلاغ النقابة. المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي FNE، أدان سلوك المدير الإقليمي، واعتبره يدخل في خانة التعسف والشطط، والإهانة، للمرأة أولا، وللأستاذة ثانيا، ولقيم الحرية والمساواة ثالثا، وأنه سلوك يندرج في خانة العنف المادي والرمزي الذي لايمكن الصمت تجاهه من منطلقات حقوقية وانسانية، والتي هي أكبر من تمثلات سلطوية أو حساسيات استئصالية معادية للحريات الشخصية، وطالبت fne مديرة أكاديمية سوس ماسة بالتدخل العاجل لرد الاعتبار للأستاذة وجبر الضرر النفسي الذي تعرضت له من مسؤول كان من المفترض أن ينصرف إلى تدبير هادئ ورزين لمحطات الامتحانات عوض افتعال المشاكل و صناعة الاحتقان في المديرية. جدير بالذكر أن المهدي الرحيوي دشن استحقاقات الامتحانات في مناخ من الارتجال والاحتقان ، استهلها بامتحانات تجريبية أثارت استياء الأساتذة والتلاميذ والآباء الاسبوع الماضي ، و واقعة النقاب هذا الأسبوع…حيث أصبح الرأي العام المحلي بتزنيت يترقب " يوميات الرحيوي في الامتحانات" ؟!