نهاية الأسبوع الماضي استقبلت تزنيت فقراء إداولتيت في أجواء صوفية تتشوف إليها المدينة كل سنة، حيث توافد على المدينة منذ مساء السبت فقراء طائفة إداولتيت ومعهم فقراء طرق صوفية أخرى من درقاوية وناصرية، والذين احتضنتهم المدينة بدفء انساني وكرم تيزنيتي في فضاءات الزاوية الدرقاوية والناصرية و منازل ساكنة المدينة، التي اعتادت أن تفتح أبوابها لفقراء يسيحون في جبال وسهول تيزنيت يعضون الناس بقيم الدين الإسلامي الحنيف ، ويعمرون أوقاتهم بذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. ووفق تقليد تاريخي استمر لسنوات طيلة كان لبرنامج الطائفة مسار وميقات لا تحيد عنه، ولم تربكه غير سنوات جائحة كورونا، إذ اختتم فقراء إداولتيت حلولهم بتزنيت بزيارة ضريح سيدي بوجبارة بالمدينة العتيقة ، و احياء أمسية بساحة الصريح زوال يوم الأحد ، التي تحتاج الى تهيئة تليق بمكانتها الروحية والدينية ، حيث حج المئات من ساكنة تيزنيت نساء ورجالا وأطفالا ليستمعوا الى اذكار صوفية ولتيتية والى مواعظ ربانية في أجواء من الانضباط والتنظيم المحكم والذي كان في غنى عن اي حضور أمني أو شركات الامن الخاص، فهيبة وحضور مقدم طائفة إداولتيت بوقاره وهيبته وصرامته كافية وحدها أن تضبط البرنامج والحضور على حد سواء.
بعد صلاة العصر كان لابد كما جرت العادة أن يسهر أيت تيزنيت على اطعام فقراء إداولتيت في موائد خرجت من بيوت ساكنة المدينة القديمة عربون كرم وحب وتقدير لفقراء إداولتيت، كما تطوع قبل ذلك شباب ونساء لإعداد وجبات الفطور والغداء في رحاب ضريح سيدي بوجبارة، ليختتم فقراء إداولتيت زيارتهم لتيزنيت بالدعاء لأهل تيزنيت بالخير واليمن والبركات، متوجهين الى وجان في مسيرة صوفية ربانية تعد مظهرا من مظاهر التدين بسوس، والتي أصبحت تستقطب اهتمام الشباب والباحثين رغم كل محاولات التبديع التي تعرضت لها.