أعلنت كل من واشنطن وبرلين وباريس إرسال مركبات قتال حديثة إلى أوكرانيا للمرة الأولى منذ بداية الغزو الروسي، وذلك في سياق مواصلتها دعم كييف ضد الغزو الروسي. في هذا السياق، قررت الولاياتالمتحدةوألمانيا تزويد أوكرانيا ب50 مركبة قتالية من طراز "برادلي"، و40 مركبة قتال مشاة من طراز "ماردر" على التوالي، فضلا عن منظومة الدفاع الجوي باتريوت. ومن جهتها، تعهدت باريس بإرسال عدد غير معلوم من مركبات الاستطلاع المدرعة، والتي توصف مجازا بأنها دبابات خفيفة ذات عجلات، في حين أعلنت بولندا أنها ستنقل سرية من دبابات "ليوبارد 2" ألمانية الصنع إلى أوكرانيا. وإلى جانب ذلك، كشفت تقارير صحفية أن هناك مناقشات جارية في بريطانيا حول تسليم أوكرانيا دبابة القتال البريطانية "تشالنجر 2". لماذا يستمر الغرب وأمريكا في دعم أوكرانيا ؟ تأتي خطوة تزويد أوكرانيا بمركبات حديثة في إطار استراتيجية الحلفاء الأمريكيين والأوروبيين، والتي تعتمد على مواصلة دعم أوكرانيا وتعزيز قدراتها على الدفاع. ووفقا لمحللين سياسيين، فإن الحلفاء يهدفون من خلال هذه الخطوة إلى استنزاف روسيا عسكريا وإلحاق هزيمة استراتيجية بموسكو، حتى لو كانت هزيمة "غير كاملة" من الناحية الميدانية. وأفاد ذات المحللون أن الحلفاء يريدون توجيه رسالة لروسيا تؤكد على استعدادهم لحرب طويلة، حيث تشير تقديرات غربية إلى أن المعركة ضد موسكو ستستمر عاما آخر أو أكثر، على الأقل حتى منتصف 2024. 48 مليار دولار من المساعدات وصلت أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أرسلت الولاياتالمتحدة ما يناهز 48 مليار دولار في شكل دعم عسكري ومالي وإنساني لأوكرانيا، مع وعود ب44 مليار دولار أخرى. ومن الناحية العسكرية، قدمت واشنطن لكييف أكثر من 2000 مركبة قتالية، بما في ذلك مئات المركبات المقاومة للألغام وعربات "همفي"، إضافة إلى عدد من المركبات المدرعة "برادلي". وتعد الولاياتالمتحدة أكبر مساهم في المساعدات المرسلة إلى أوكرانيا، خاصة مع النجاحات التي حققتها كييف في الشهور الأخيرة واستعادة مدينة "خيرسون" الاستراتيجية. وعلى الرغم من تقلبات السياسة الداخلية الأمريكية، إلا أن عددا من المحللين العسكريين يروْن أنه من غير المرجح أن تخفض واشنطن مساعداتها المالية والعسكرية لأوكرانيا، أو أن يتراجع التزام واشنطن تجاه دعم أوكرانيا. هذا، وتحظى أوكرانيا أيضا بدعم ألمانياوبريطانيا وفرنسا، والتي تسعى من خلال الإمدادات التي توفرها إلى تعزيز دفاعات أوكرانيا لصد الهجوم الروسي واستعادة الأراضي التي احتلتها موسكو.