( بّاهْ عندو لفلوس ) .. نادراً ما نسمع هذه الجملة خارج الخصومات والتشاجر بين أفراد او عائلات كعنوان للتكابر والتفاخر وامتلاك سلطة المال والجاه.. لكن ان تكون جواباً لسؤال صحفي موّجه إلى شخصية عمومية بقبّعة وزير العدل ففي ذلك ما يثير الحيرة والإستغراب حد الشفقة على صاحب هذه الجملة التي تعتبر بكل المقاييس سقطة أخلاقية بقوة الشرع والأخلاق.. وفي نفس الوقت تأكيد ضمنيّ لتلك الشكوك التى رافقت لائحة الناجحين في نيل الأهلية لمزوالة مهنة المحاماة.. فالوزير الذي يثق في قدرات ابنه.. ومستواه الأكاديمي المرتفع حسب رأيه لانه خريج مدارس كندا وحاصل على إجازتين لا يخاف من فتح تحقيق حول النازلة..إذا اعتبرأنّه تشكيك في نزاهته.. بالعكس سيقترح لجنة خاصة محايدة ما دام ابنه فوق الشبهات.. بل هو واجب من موقعه كسلطة الوصاية على القطاع والمشرف الأوّل على المباراة وفق المذكرات التنظيمية الصادرة عن وزارة العدل.. وخاصة وان هناك بلاغ صادر عن المتبارين المرسبين يطالبون بفتح تحقيق نزيه سواء في شكليات المباراة والعيوب التي طالتها من بينها – حسب البلاغ – : ( خرق الملف الوصفي للمباراة حيث تم إقحام القانون المنظم لمهنة المحاماة مع أن القرار الوصفي للمباراة الذي أصدره وزير العدل حدد المواد المشمولة بالإختبار الكتابي لم يكن من ضمنها القانون المنظم للمهنة، لأن توصيف المباراة بقرار وزير العدل جعل من قائون المهنة موضوعا للاختبار في الشفوي، وتم إقحام ما يقرب 20 سؤالا متعلقا بمحور لا علاقة للمتبارين به في الاختبار الكتابي هو البلاغ الموجّه للسيد وزير العدل ومن مواطنين مغاربة يطالبون بمبدأ تكافؤ الفرص واحترام الكفاءة والاستحقاق.. وهو نفسه السؤال باعتبار وزيراً وليس أباً يدافع عن ابنه.. بل أكثر تزكية ابنه لأنه قرأ بكندا بفضل أموال ابيه.. وماذا بعد.. إذا رزقك الله من فضله فذاك شانك ولايهمنا في شيء أمام هذه البلبلة التي زادها هذا التكابر والاستعلاء تأكيداً كي يصبح مطلب فتح تحقيق في نتائج هذه المبارة مطلبا مجتمعيّاً دفاعاً عن نزاهة ومصداقية مؤسساتنا الدستورية وتحصينها من هذه الأنانيات المفرطة التي ما زالت تعتبر ان تملّك المال والتبحج به عنوان امتياز وتفوق طبقيّ.. واستصغار لكل ما وطنيّ مغربي والاستقواء بالخارج والاستشهاد به كعنصر تفوق كما في حالة هذا الوزير الذي نسي او تناسى أن وليّ العمد للمملكة تابع دراسته وما زال بالمدرسة المغربية كما هو شأن عاهل البلاد وقائد نهضتها اليوم.. نسي هذا الوزير أيضا ان الأرزاق جعلها الله متفاوية بين عباده.. وحاشا ان تكون من أجل التفاخر والتكابر.. بقوله تعالى ( كلنا فقراء إلى الله.. والله هو الغنيّ الحميد) وهي الآية التي تذكر كل مختال فخور بأن متاع الحياة غير مستقر والدّوام لله وللاثر الطيّب في الناس والمحيط.. لذلك نعتبر أن ( بّاه عندو لفلوس وقرّاه) هو جواب شخصي لسؤال عمومي.. بصيغة الهروب عن أجوبة لهذه البلبلة والتشكيك الذي حام ويحوم حول مبارة عمومية منظمّة وقف قواعد وقوانين لحماية تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد يؤدون آباءهم واجب الضريبة لتأدية أجور الوزراء من أجل احترام القوانين وتقاسم العدل من جهة.. ومساءلة بل ومحاسبة مهربي الاجوبة إلى عناوين شخصية ذاتية استعلائية.. فلم يعد مقبولا هذا العبث.. خاصة وأن بلدنا تحت أنظار العالم اليوم يوسف غريب كاتب إعلاميّ