وجهت موسكو ما اعتبر أنه رسالة "نووية" جديدة إلى دول الناتو، وذلك على خلفية انطلاق مناورات قوات "الردع الاستراتيجي" الروسية، التي تستعمل فيها الأسلحة النووية. ووفقا لما أورده الكرملين في بيان، فإن "قوات الردع الاستراتيجية البرية والبحرية والجوية أجرت، تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين، تدريبات مكثفة، وإطلاقاً عملياً للصواريخ الباليستية وصواريخ عابرة". وأضاف الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضر اليوم الأربعاء 26 أكتوبر الجاري تدريبات قوات "الردع الاستراتيجي" الروسية "المسؤولة عن الرد على التهديدات، بما في ذلك حالة نشوب حرب نووية". ومن جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن التدريبات النووية تندرج في إطار "التحضير لاحتمال قيام العدو بهجوم ضد بلادنا"، في إشارة إلى دول الناتو. وأكد البيان أن المناورات شهدت مشاركة الطائرات بعيدة المدى من طراز "Tu-95MS" في تنفيذ المهام، حيث أطلقت صواريخ كروز جواً. وسجل البيان نفسه أنه تم إطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات من قاعدة بليسيتسك الفضائية، وكذلك صاروخ "سينيفا" من بحر بارنتس في ميدان كورا بكامتشاتكا. وشدد ذات المصدر على أنه تم فحص جاهزية هيئات القيادة والسيطرة العسكرية ومهارات القيادة والعمليات، في تنظيم تنفيذ المهام والسيطرة على القوات. وأكد المصدر نفسه أن المهام التي تضمنتها تدريبات قوات الردع الاستراتيجي استكملت على أكمل وجه، وأصابت جميع الصواريخ أهدافها بدقة، ما يؤكد اختبار جميع خصائصها المحددة. وتجدر الإشارة إلى أن مهمة قوات الردع الاستراتيجية الروسية تتمثل أساسا في "ردع العدوان ضد روسيا وحلفائها، وكذلك هزيمة العدو، بما في ذلك في حرب تُستخدم فيها أسلحةٌ نووية". وتنقسم هذه القوات إلى قسمين هما: القوات الهجومية الاستراتيجية، والقوات الدفاعية الاستراتيجية، حيث تعتمد الأولى على أنظمةٍ صاروخية وجوية عابرة للقارات، وأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، فيما تتشكل القوات الدفاعية من منظومة الإنذار من الاعتداء الصاروخي، ومنظومة مراقبة المجال الفضائي، والدفاعات المضادة للصواريخ والوسائل الفضائية والطائرات. يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أعطى تعليماته لوزارة الدفاع الروسية بنقل قوات الردع الاستراتيجي إلى نظام الاستعداد القتالي، شهر فبراير المنصرم، وذلك على خلفية العقوبات التي فرضها الغرب وأمريكا على موسكو، ردا على غزوها أوكرانيا. وقوبل قرار بوتين بتنديد غربي واسع، حيث اعتبرت دول الناتو أن وضع قوات الردع في حالة "التأهب القصوى" تصرف "خطير وغير مسؤول".