تمثل قوات الردع الاستراتيجية الروسية أساساً للقدرات القتالية لبقية القوات المسلحة الروسية. وتتخصص هذه القوات في "ردع العدوان ضد روسيا وحلفائها، وكذلك هزيمة العدو، بما في ذلك في حرب تُستخدم فيها أسلحةٌ نووية". ويُضيف موقع وزارة الدفاع الروسية أنَّ قوات الردع الاستراتيجية تنقسم إلى قسمين هما: القوات الهجومية الاستراتيجية، والقوات الدفاعية الاستراتيجية. القوات الهجومية الاستراتيجية تشكّل القوات النووية الاستراتيجية، ومن ضمنها قوات الصواريخ الاستراتيجية، أساساً للقوات الهجومية الاستراتيجية، التي تعتمد على أنظمةٍ صاروخيةٍ وجويةٍ عابرةٍ للقارات، وأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى. كما تضمُّ القوات الهجومية أيضاً القوات الاستراتيجية غير النووية، المعتمدة على قاذفاتٍ استراتيجيةٍ وبعيدة المدى، وغوّاصاتٍ وسفنٍ وطائراتٍ حاملة للصواريخ الطويلة المدى والعالية الدقة. القوات الدفاعية الاستراتيجية تعتمد القوات الدفاعية الاستراتيجية على القوى والوسائل التابعة لقوات الدفاع الجوفضائي، التي تضمُّ منظومة الإنذار من الاعتداء الصاروخي، ومنظومة مراقبة المجال الفضائي، والدفاعات المضادة للصواريخ والوسائل الفضائية والطائرات. واليوم، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزارة الدفاع الروسية بنقل قوات الردع إلى نظام الاستعداد القتالي، وذلك "على خلفية إدلاء مسؤولين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتصريحات عدوانية ضد روسيا". وقال بوتين، خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف: "أوجّه وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة بنقل قوات الردع التابعة للجيش الروسي إلى وضع الاستعداد القتالي". وأضاف: "زملائي الأعزاء، أنتم ترون أنّ الدول الغربية لا تتخذ إجراءات عدائية ضد دولتنا في المجال الاقتصادي فحسب، أقصد العقوبات التي يعلمها الجميع جيداً، ولكن كبار مسؤولي الدول الرئيسية في حلف الناتو يدلون بتصريحات عدوانية ضد بلدنا". وردّاً على قرار الرئيس الروسي، وصف الأمين العام لحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إعلان بوتين وضع قوات الردع في حالة تأهب ب"الخطير وغير المسؤول"، لافتاً إلى أنّ "الناتو سيعزّز دفاعاته الجوية". يُذكر أنَّه في ال 19 من الشهر الحالي، أعطى الرئيس فلاديمير بوتين أمراً لبدء مناورات "الردع الاستراتيجي"، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف. وأضاف بيسكوف أنّ "بوتين يراقب تفاصيل المناورات العسكرية مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو"، والتي تعتبر مهمة للجانبين. وقال الكرملين، عقب انطلاق المناورات، إنّ "الجيش الروسي نفّذ إطلاقاً تجريبياً ناجحاً لصواريخ كينجال فرط الصوتية"، إضافة إلى "إطلاق صاروخ يارس الباليستي المتحرك العابر للقارات أثناء التدريبات". كذلك أشار الكرملين إلى "إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من غواصة نووية، وصواريخ مجنّحة من القاذفات الاستراتيجية تو-95، أثناء التدريبات". من جهته، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إنّ "تدريبات الرد الاستراتيجي تخللها إطلاق صواريخ فرط صوتية من طراز زيركون وكينجال". وأضاف شويغو أنّ "سفن وغواصات أسطولي البحر الأسود والبحر الشمالي أطلقت صواريخ زيركون وكاليبر أثناء التدريبات". كما أوضح وزير الدفاع الروسي أنّ التدريبات تتضمن "التمرن على استخدام السلاح النووي". وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيانٍ أنَّ هذه المناورات التي تقوم بها القوات الروسية تهدف إلى "التحقق من جاهزية القيادة العسكرية وعناصرها المختلفة، إضافة إلى الاستعداد القتالي للقوات البحرية، وقوات إطلاق الصواريخ الاستراتيجية".