أدت جارة المغرب الشمالية، إسبانيا، أغلى فاتورة الغاز في تاريخها. و قالت صحيفة إسبانية إن فاتورة الغاز في إسبانيا ستتجاوز 30 ألف مليون يورو في عام 2022، وهي الأعلى في تاريخها. ونقلت صحيفة "لانفورماسيون" عن مصادر أن السلطات استوردت الغاز الطبيعي في الشهور الأولى من هذا العام بقيمة 12 مليار و 315 مليون يورو، بزيادة 328٪ عن نفس الفترة من عام 2021. وتشير مصادر الصحيفة إلى أن الرقم الإجمالي قد يرتفع إلى 40 مليار يورو سنويا في هذا العام. تضاف إليه تكلفة واردات الغاز ما بين 5500 و 7000 مليون يورو لصيانة إضافية للنظام في شكل ضرائب وبنية تحتية. وإذا كان الغاز في طريقه لتجاوز 40 مليار يورو من الواردات هذا العام، فإن النفط والفحم ومشتقاته ستضيفان عبئا أكبر، بحسب الصحيفة. وأرجعت الصحيفة ارتفاع الفاتورة إلى تصاعد الأسعار والتوتر في العرض، في الوقت الذي تواصل فيه روسيا تشديد الخناق على واردات الغاز لألمانيا، في حين أن المورد التاريخي لإسبانيا، الجزائر، تفعل الشيء نفسه تقريبا منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية بسبب الصحراء المغربية . واندلع الخلاف الدبلوماسي بين الجزائر وإسبانيا منذ أن قرر رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، في مارس دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، لإنهاء أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط استمرت نحو عام. واستوردت إسبانيا منتجات طاقة بقيمة 43,843 مليون يورو في الفترة من يناير إلى يونيو، بزيادة 140٪ على أساس سنوي، وتقريبا بنفس القدر في عام 2021 بأكمله. وقد أدى ذلك إلى عجز في الميزان التجاري يتجاوز 25000 مليون في الأشهر الستة الأولى من عام 2022. وعلى عكس فرنسا وألمانيا، ليس لإسبانيا بديل عن الغاز وتسعى لرفع وارداتها من الغاز الجزائري رغم الخلاف الدبلوماسي بين البلدين. وتستورد إسبانيا جزءا كبيرا من غازها من الجزائر، خصوصا عبر خط أنابيب ميدغاز الذي يربط شبه الجزيرة الأيبيرية بحقول الغاز التي تديرها شركة النفط والغاز الجزائرية العملاقة "سوناطراك". وفي العام 2021، استوردت إسبانيا من الجزائر منتجات بقيمة 4,7 مليارات يورو، علما بأن منتجات قطاع الطاقة شكّلت الغالبية الساحقة (أكثر من 90 بالمئة) مما استوردته مدريد من الجزائر، وخصوصا الغاز. وتملك إسبانيا ست محطات تسمح بمعالجة الغاز الطبيعي المسال المستورد بواسطة سفن لإعادة تحويله إلى غاز يمكن بعد ذلك ضخّه في شبكة الغاز الإسبانية. وأطلق مشروع عام 2013 لمد خط أنابيب غاز أطلق عليه اسم "ميدكات" بين كاتالونيا بشمال شرق إسبانيا وجنوب شرق فرنسا، غير أنه تم التخلي عنه في 2019 لعدة أسباب ولا سيما مالية. ورغم الأزمة الدبلوماسية، زادت إسبانيا، مرة أخرى مشتريات الغاز من الجزائر عبر خط أنابيب غاز مدغاز، وفقا للمعطيات اليومية لإيناغاس، بعد أيام من رحلة سرية قام بها وفد من الحكومة إلى الجزائر العاصمة، الجمعة الماضي، وفق لصحيفة "أوكي دياريو" الإسبانية.