عادت قضية الوفاة الغامضة لأسطورة كرة القدم دييغو أرماندو مارادونا إلى الواجهة، حيث توصلت التحريات الجارية إلى مستجدات خطيرة قد تلقي بالطاقم الطبي للاعب وراء القضبان. في هذا الصدد، أعلن قاضٍ في سان إيسيدرو أن ثمانية أفراد من الطاقم الطبي سيحاكمون في الأرجنتين بتهمة "القتل غير العمد"، بعدما تم إخضاعهم لتحقيقات معمقة ومشددة، إثر الاشتباه في تورطهم في مقتل مارادونا. وأكد ذات المصدر أن الأمر يتعلق بكل من طبيب الأعصاب ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، بصفتهما المسؤولين الرئيسيين عن صحة النجم الأول في مونديال 1986، عندما قاد الأرجنتين للقبها العالمي الثاني والأخير. وإلى جانب ذلك، ستتم محاكمة المعالج النفسي كارلوس دياس، والمنسقة الطبية نانسي فورليني، ومنسق التمريض ماريانو بيرّوني، والممرضان ريكاردو ألميرون، ودايانا مدريد، والطبيب السريري بيدرو بابلو دي سبانيا، بالتهمة نفسها سالفة الذكر. وكانت النيابة قد طالبت المحكمة المتابعة لقضية وفاة النجم مارادونا في أبريل الماضي، بمحاكمة الأطراف سالفة الذكر، مشيرة إلى أوجه قصور وإهمال في رعاية النجم السابق. وترى النيابة العامة وعدد من المحامين الممسكين للقضية، أن وفاة النجم الأرجنتيني كانت بسبب "الإغفال وسوء المعاملة ووضعه من قبل مقدمي الرعاية في حالة من العجز"، ليُترك "لمصيره" خلال عملية استشفائه "الفاضح" في منزله. ويواجه المتهمون في هذه القضية خطر السجن بين 8 و 25 عاماً، حيث أوضحت النيابة العامة أنهم كانوا "أبطال استشفاء منزلي غير مسبوق، ناقص ومتهوّر" وارتكبوا "سلسلة من الأخطاء والتقصير". يذكر أن مارادونا كان قد توفي عن 60 عاماً على سريره الطبي في مقرّ إقامته شمال العاصمة بوينوس أيرس في 25 نونبر 2020، بسبب أزمة في القلب والجهاز التنفسي، حيث كان يتعافى من جراحة في الرأس، علما أنه كان يعاني من مشاكل في الكلى والكبد، وقصور في القلب، وتدهور عصبي، وإدمان الكحول والكوكايين. وكان تقرير مؤلف من 70 صفحة قد أشار في ماي 2021، إلى أن اللجنة الطبية المكلّفة بالتحقيق بناء على طلب القضاء، حدّدت أن مارادونا "بادرته أعراض الموت قبل 12 ساعة على الأقل من وفاته"، وتحمل "فترة من العذاب الطويل"، بعد خضوعه لجراحة في الدماغ إثر جلطة دموية. وحصل الادعاء على سلسلة من الرسائل الصوتية التي تظهر أن الفريق الطبي كان على علم بأن مارادونا كان يستخدم الكحول والأدوية النفسية والماريخوانا في الأشهر الأخيرة من حياته، فضلا عن معاناته من أمراض خطيرة، ومع ذلك تمت معالجته في المنزل وسط تقصير وإهمال واضحين.