قاد عدد من النشطاء والفاعلين بمختلف الفعاليات المدنية والجمعوية بمدينة أكادير مبادرة تهدف إلى إعادة الاعتبار لرموز الذاكرة الجماعية بالمدينة. في هذا الصدد، اجتمع العشرات من النشطاء والفاعلين يوم الجمعة المنصرم أمام حائط الذاكرة بشارع مولاي عبد الله قبالة القصر البلدي، والذي يحمل عبارة الراحل محمد الخامس المشهورة :"لئن حكمت الأقدار بخراب أكادير، فإن بنائها موكول إلى إرادتنا وإيماننا». وخلال هذا اللقاء، جدد هؤلاء العهد على الوفاء والإيمان والإرادة والمساهمة في بناء المدينة والرقي بها، وكذا حماية وتثمين ما تبقى من معالمها العمرانية التي خلفها زلزال أكادير سنة 1960. وأعرب المشاركون في هذه المبادرة عن آمالهم في أن يساهم مدبرو الشأن المحلي والثقافي والعمراني بمدينة أكادير في إعادة الاعتبار لرموز الذاكرة الجماعية بالمنطقة، كل من موقعه أو منصبه. في هذا السياق، قال توفيق السميدة، وهو فاعل جمعوي، أن هذه المبادرة التي يعد واحدا من المشرفين عليها، هي بمثابة رسالة لمدبري مشاريع التنمية الحضرية بمدينة أكادير ودعوة لهم للأخذ بعين الإعتبار الهوية البصرية التي تتميز بها الهندسة المعمارية المتفردة بالمدينة brutalisme، والتعبير عن ثقافة العرفان لمهندسي البنايات التاريخية المحيطة بحائط الذاكرة. وأوضح ذات المتحدث أن مدينة أكادير كانت تحتضن أطول عمارة في ستينيات القرن الماضي بأفريقيا، فضلا عن عدد من المعالم التي تميزها عن باقي المدن، كمقر البريد المركزي الذي شيد على شكل صندوق بريد، وقصر بلدية أكادير الذي يجسد شكل خزائن إيݣودار، أول منظومة بنكية في تاريخ الإنسانية. ودعا توفيق السميدة المسؤولين بالمدينة وكافة الهيئات المدنية والجمعوية إلى المساهمة في "تكريس بعد تسويقي للموقع الذي يؤرخ لمقولة الراحل محمد الخامس، والتي أمر من خلالها بإعادة بناء المدينة التي أتى الزلزال على أبرز معالمها العمرانية". وأشار ذات المتحدث إلى أن حائط الذاكرة لا يؤرخ فقط لمقولة المغفور له محمد الخامس، بل أيضا يجسد إرادة وإيمان الساكنة بالمساهمة المستمرة في البناء والإبداع.