بخصوص خلفيات الحرب الروسية على أوكرانيا، قال المحلل السياسي، إدريس الكنبوري، إن الغرب لا يريد مغامرة عسكرية مجانية لهذا تخلى عن أوكرانيا، وبالتالي فهو يكشف عن استعداده لقبول تقاسم العالم مع روسيا القوية التي تريد استعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي؛ راضخا لمنطق القوة. وأوضح الكنبوري، أن الدول الصغيرة هي الضحية في لعبة الأمم لتقاسم النفوذ، لقد قدم الغرب أوكرانيا لقمة سائغة لموسكو مقابل اتفاق ضمني على السماح لروسيا بالتوسع في مجالها الحيوي. واليوم يحصل تحول جوهري في العالم يذكرنا بما بعد الحرب العالمية الثانية. إنه اتفاق يالطا جديد شبيه بالذي اتفقت بموجبه بريطانياوأمريكا والاتحاد السوفياتي على تقاسم ألمانيا وتقسيم العالم محورين. وأضاف المحلل السياسي، في تدوينة على حسابه بالفيسبوك، أن " ما يقوم به بوتين اليوم هو ما قام به هتلر بالأمس. لكن هتلر وجد أمامه قوتين عظميين اتفقتا على هزيمته. إنما كان هتلر غبيا فهدد القوتين معا؛ الغرب والسوفيات؛ بل كان يهدد قوة ثالثة صامتة هم اليهود. كان يريد أن يكون القوة الوحيدة في العالم فلقي مصيره الحتمي. أما بوتين فلعب على الاختلاف بين أوروبا وأمريكا وغياب الثقة على المستوى الأطلسي كما يبين ذلك الخلاف بين فرنساوأمريكا قبل شهور". وباجماع ؛ يسجل أن أمريكا وحلف الناتو ورطوا دولة أوكرانيا بشكل مباشر في دخول معركة مع روسيا، في الوقت التي لا تستطيع فيها الدفاع عن نفسها ولا الحلف يستطيع دفع العدوان عنها. ويرى محللون أن أوروبا مجتمعة ومعها أمريكا لا تستطيع بأي حال من الأحوال إرسال جنود أو مهاجمة روسيا بشكل مباشر، وذلك لأن روسيا ستحيل الأمر إلى معركة لا قبل لهم بها، وهم في غنى عنها بعد أن دفعوا بأوكرانيا لتحقيق مصالحهم دون تحديد خطورة ورد فعل الدب الروسي الشرس غير القابل للترويض ويسجل خبراء ان كل ما يقوم به حلف الناتو بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ما هي إلا إجراءات شكلية لا وزن لها ولا ثقل في حقيقة الأمر، وبالتالي لن توقف روسيا عن توجيه ضربات عسكرية لأوكرانيا لتحقيق أهدافها .