هو استنتاج لأيّ مغربي تابع ويتابع هذا الإحتفال العظيم لدى رموز النظام الجزائري بالانتصار أخيراً على المغرب في حرب كرة القدم.. لأن عكس ذلك كان سيعيد لنا سيناريو الحرب بين السلفادور والهندوراس سنة 1969 وليس في الأمر أيّة مبالغة.. فحين يستحضر رئيس الدولة رقم رموز تحرير الثورة الجزائرية في تهنئة أعضاء الفريق عبر تغريدة (.. وبمليون ونصف مليون تبريكة يا أبطال.) الذين انتصروا في ربع النهائي فقط.. ولم يتوّجوا بعد..فإن الأهم عند الرئيس هو هذا الانتصار نفسه.. وعلى العدو الكلاسيكي.. لاغير.. باعتباره امتداداً لانتصارات شهداء التحرير كما جاء في كلمة الشيخ رئيس مجلس الأمّة.. الذي أهداهم هذ الانتصار.. موعداً إياهم – أي – الشهداء بالبقاء أوفياء لمسيرتهم الاستشهادية العظيمة.. هي نفسها ما ذهبت إليه تهنئة وزير الخارجية لعمامرة ( أن منتخب بلاده حقق النصر في "هذه المرحلة الكبيرة") وآخرها رئيس الأركان شنقريحة بعد الوزراء والولاة الذي لاشك أنهم سيطالبون بترسيمه عيداً وطنيّاً قريباً.. لا يهمّ ميدان الانتصار ووزنه وتأثيره على مجريات الأحداث بالمنطقة.. لا قيمة لذلك.. مادام أن الانتصار على المغرب ولو في الألعاب الإلكترونية هو انتصار لروح الثورة الجزائرية العظمى.. ولبنة تراكمية في تحقيق دولة فلسطين التي لم تخرج أعلامها الا في مقابلة أمس.. المهم أن ننتصر على المغرب.. و أهلاً وسهلاً بكل الهزائم.. هذه هي الروح السائدة عند النظام الجزائري بمعية ما يسمى هناك ( بشعب بوخروبة).. ولو كنت أعرف أن هزيمتنا البارحة في مقابلة رياضية تنافسية عادية ستخلق كل الهيستيريا الجماعية لكنت مؤيدا لتسهيل الانتصار علينا..وأضفت إلى مليونيات تبريكات السيد الرئيس مليون أخرى وأكثر.. لأن هذه النفسية الجماعية التى عاشت سلسلة هزائم معنادوخاصة في المدة الأخيرة وفي ملاعب حياتية متعددة ومؤثرة ستجعل من اي انتصار ولو وهمي فرصة للتنفيس عن هذا الحقد الدفين لدى هذه الطغمة.. ولو افترضنا أن ركلات الحظ كانت في صالحنا لعشنا – لا قدر الله – ما يسمى في أدبيات الرياضية بحرب كرة القدم.. فالعسكر في السلطة والقيادة وقرار الدولة لا يمنطق الا بلغة الحرب.. وهي اللغة التي استعملها وسائل الإعلام هناك قبل وأثناء مقابلة الأمس. لذلك نحن محظوظون بهذه الخسارة التي تحوّلت إلى إلهاء الطغمة العسكرية عنّا.. هذا الإلهاء الذي ذكرني بماوقع بأحد المصانع الكبرى باليابان.. حيث لا حظت إدارة المصنع حالة تعصب قصوى وعنف وكلام ناب في حق المدير العام.. هذه الحالة تنتاب العمال دائما وسط كل شهر مما يؤثر على عملية الإنتاج بشكل عام.. وبعد التحقيق... جاءوا بمجسم كبير لصورة المدير العام ووضعوه رهن إشارة العمال كي يضربوه ويركلوه ويشتموه قبل وبعد العمل.. زاد الإنتاج.. واختفت نوبات التعصب والشتم.. أراه حلاّ رائعاً.. كأن نتركهم ينتصرون علينا حتّى في مسابقات الضاما.. ولعبة الرند.. والطبخ وغيرها.. كي نزداد نموّاً وتطورا لبلدنا.. مقابل هذا التعلق الغبي لانتصار وهميّ لدى أكبر مستشفى للأمراض العقلية