أكدتم يا سيادة الرئيس اليوم الاثنين خلال الندوة الصحفية مع الرئيس الجزائري ان الجانب الفلسطيني يستبشر خيرا باحتضان الجزائر القمة العربية في مارس المقبل للمّ شمل الامة العربية, مجددا ترحيبك بأي جهد جزائري في سبيل تحقيق الوحدة الفلسطينية... واستغربت السيد الرئيس لهذا التفاؤل والاستبشار بالخير مع رئيس كان إلى حدود الأمس قد وقّع على آخر بيان رئاسي يهدد بلدنا بالعقاب بعد قرارات المقاطعة جوا وبرا وبحراً.. بل تمّ تشطيب بلدنا من الخريطة قبل أيام فقط.. وزاد الأمر وقاحة أن يسمّى بلدنا بالمحتل والغاصب.. إلى جانبكم اليوم هذا الرئيس وبكل هذه الممارسات العدوانية السابقة تتفاءلون به خيرا في لمّ المجمع العربي حول القضية الفلسطينية.. عن أيّ مجمع عربي تتحدّثون وأحد أهم مرتكزاته بلدى المغرب بقوة الوقائع والتاريخ يتعرّض لكل هذه الإعتداءات ذات الصلة بقضيتنا الوطنية الأولى من جهة.. أو ذاك الهجوم الغير أخلاقي على رموز سيادتنا.. أو تشجيع العمليات الإرهابية وسط مدننا وشعبنا.. لا جواب إلاّ إذا اعتبرتم أن المغرب خارج الجامعة العربية.. وقد سبق لاحد مهندسي اتفاقية أوسلوا ووزير سابق السيد عصفور أن طالب بطرد المغرب من الجامعة العربية بعد الاتقاق الأمني العسكري مع تل أبيب... وهو من كان منسقاً قبلنا لجملة الاتفاقيات بين القائد الشهيد ياسر عرفات والإسرائيليين.. يكاد المنطق عندكم ياسيادة الرئيس أن يفقذ صوابه.. وعودة إلى من وقف بجانبكم هذا اليوم وأكيد أنكم سمعتم وزير خارجية هذا البلد قبل شهر تقريباً وهو يرسم جدول أعمال هذه القمة التي تفاءلتم بها باقحام جمهوريته الوهمية داخل أشغال القمة المقبلة.. هل هذا الإقحام الفج سيساعد بالفعل على لمّ الشمل العربي أم إلى تفجيره.. أكثر من هذا هل من يعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية ووجودية بالنسبة لمسؤولي الجزائر يعمل على تأجيل كل الصراعات الثانوية الأخرى.. أم يستغل الفرصة لتمرير عدوانيته وأمراضه اتجاه الجار للأسف هو استغلال سيادة الرئيس عبّاس.. ولهذا البلد سوابق كثيرة في استغلال القضية الفلسطينية ضد مصالح بلدنا ووحدتنا الترابية.. ونتذكر جميعا كيف أحرج الرئيس الشهيد ياسر عرفات ذات مجلس وطني بالجزائر وهو يقبل حضور زعيم البوليزاريو أشغال المجلس. هو استغلال بشعُُ لقضية إنسانية بالأساس.. إلى جانب إقحام سفرائكم بذات الدولة وبصور وبيانات تضامني مع جمهورية الوهم.. هو التاريخ بيننا وبين هذا النظام الجزائري الذي لا يخرج تفكيره عن معاداتنا ولمدة 45 سنة.. هو التاريخ سيادة الرئيس وبعظمة لسانكم قلتم بأن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني غيّرت اسمها مباشرة بعد تحرير الجزائر.. أي كانت تساند الكفاح الجزائري.. بعظمة لسانك أيضاً اعترف المرحوم الحسن الثاني بموريتانيا فقط كي تحضر قمة المؤتمر الإسلامي الأول بعد حرق الحرم الإبراهيمي.. هو التاريخ والمواقف يجعلنا اليوم لا نتقاسم معكم هذا التفاؤل بنجاح القمة العربية القادمة تحت هذه القيادة الجزائرية.. بل إن إختيار وقت زيارتكم ومع هذا السعار الجنوني لهذه الطغمة العسكرية اتجاهنا يطرح أكثر من علامات الإستفهام ويضع مسافة بين إيماننا بالقضية الفلسطينية وبين البعض من قياداتها التى من المفروض أن لاتصدّر تناقضاتها الداخلية داخل عمقها العربي.. فالعسكر الجزائري لا تهمّه القضية الفلسطينية بقدر ما كان همّهم بالأساس الردّ على زيارة قيادة حماس للمغرب.. هكذا علّلت الصحافة أيها الرئيس لحظة نزولك بالمطار.. وقالت أيضا بأن الرئيس تبون قدّم 100 مليون دولار لأخيه السيد عباس.. وهي سابقة برتوكولية إذ جرت العادة أن تمنح الهبات باسم الدولة وليس باسم الأشخاص.. وقد أتفهم أن يقع ذلك بالجزائر التي ألفت ذات زمن البحبوبة شراء مواقف واعترافات من دول أفريقية لصالح جمهوريتها الوهمية.. أمام كل هذا لا نثق في نظام البلد الذي تفاءلتم به.. وكم سيكون الأمر مضحكا حد البكاء أن يترأس أشغال القمة العربية المقبلة شخص اسمه عبد المجيد تبّون وبهذا الرصيد الجيد من الضحالة والجهل والأمية.. كم سيكون الأمر مؤلما عند أنصار القضية الفلسطينية في العالم.. كما هو مؤلم اليوم أن يتبجّح بقيمة 100 م دولار أمام.العالم. وهناك دول لم تقف مساعدتها منذ بداية الصراع هناك.. ومن حقّي أن أقول مثل بلدي المغرب لأنّه ليس افتراء ولا تكبر سيادة الرئيس.. بل قناعة أمة قيادة وشعباً.. تؤمن بالقضية كمبدأ وموقف وممارسة.. أما الأشخاص فهم عابرون كعبورك اليوم ببلد يستعد أن يتحالف مع الشيطان وليس مع إسرائيل من أجل محو المغرب.. يوسف غريب.