نعم للجوسسة علينا.. إلاّ من طرف المغرب فهو عار.. هو خلاصة ماخرجت به إدارة موقع ميديا بارت الفرنسية حيث جاء في نصّ المقال أنّه بالإمكان تقبل تعرض فرنسا للتجسس من طرف روسيا أو الصين أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن ما لا يُعد مقبولا هو تعرضها للاختراق الاستخباراتي من لدن بلد صغير هوالمغرب.. مستدركاً بأنّه مسلم.. كان ذلك قبل يومين من بداية هذا الاستهداف الإعلامي لمؤسسات بلدنا بتهمة استخدام برنامج بيغاسوس للجوسسة.. ومن يعود إلى موقع الجريدة التي صرّحت بأن مديرها أيضاً تعرض للاختراق عبر المغرب سيجد أن هذه الإدارة نفسها قامت بالحدف الكلّي لهذا الموقف الواضح والفاضح أيضاً لخلفيات هذه التسريبات ذات الصلة بماسبق.. فالموقف ليس ضدّ التجسس على الفرنسيين.. أبداً.. فهم يقبلون أن يتمّ ذلك عبر الصين وأمريكا وروسيا.. بل هو وسام وشرف.. لكن أن يتجسّس علينا بلد صغير ومسلم فهو وعار.. وإهانة.. ما يعطي الدليل على أن العقلية الاستعمارية وبثقافتها الاستعلائية لم تغادر أوروبا إلى الآن.. وأخطرها هذا التوصيف العقائدي لهذا البلد الصغير بأنّه مسلم الذي يشترط فيه أن يبقى دائماً.. وتابعاً للغرب..دون أن يفكر يوماً تجاوز حدوده المرسومة له.. أوالتطاول على ( أسياده) كما في المقال أعلاه.. و لأننا نرفض أن نبقى بلداً صغيراً.. ونرفض وبالمطلق أن لا نكون إلاّ بلداً مسلماً...ومستقلاّ بقراره السياسي تحت شعار ( لسنا محمية أي بلد كيفما كان حجمه أو وزنه).. و لأنّنا كهذا تعاملت بلدنا مع هذه الزوبعة تعامل الكبار وبالوجه المكشوف عبر بلاغات رسمية تطالب الجهات الإتيان بالأدلة والبراهين عن استخدام برنامج بيغاسوس للجوسسة..من باب الحجّة على من ادّعى.. عكس ما ذهبت إليه قناة فرانس 24 وهي تطالب المغرب الإتيان بأدلة عدم استعمال هذا البرنامج.. بل أمرت النيابة العامة المغربية فتح تحقيق في الموضوع..وبعدها لكل حادث حديث.. وإذا كان كل ما نشر لحد الساعة عبارة عن استنتاجات وتأويلات وهو ما يخالف بالمرّة جنس الصحافة الاستقصائية التي تعتمد التحقيق الميداني بالمراجع والحج المادية والعينية بعيداً عن رغبات وتوجيهات الصحفي أوالإدارة.. ولأنها ما زالت عبارة عن تسريبات فقط..لا ترقى حتى إلى مستوى التهمة فقد تحوّلت لدى الإعلام الجزائري إلى إدانة صريحة وبعناوين استقطبت منّا الكثير من الشفقة والعطف على هذا المستوى البئيس.. وخاصة الوكالة الرسمية لهذا الجار المشؤوم من بين عناوينها ( البرلمان الفرنسي يطالب بمعاقبة المغرب) بناء على تجسسه على الرئيس الفرنسي.. تلك آمانيهم.. بعد أن فشلوا في كل محاولاتهم... يجدون ضالتهم في التنفيس على عقدهم بمثل هذه العواصف العابرة التى قد تنظف لنا الطريق أكثر.. أمّا مسألة الأمن القومي وتحصين المصالح العليا للبلد وتمنيعها من الإختراق جزء لا يتجزّأ من دبلوماسية الكبار كالصين وأمريكا والمغرب وروسيا.. وو ولولا يقظة جهازنا المخابراتي في ما يعرف بملف بن بطّوش لما اكتشفنا الوجه المنافق لإسبانيا.. ولولاهم أيضا ما عرفنا مخطط برلين لعرقلة مشروع الطاقات المتجددة النظيفة..ومادة الهيدروجين.. هي حرب المعلومة وسط الكبار وبين الكبار لترويض الصغار.. تلك هي اللعبة.. وتلك ضريبة من يرفض أن يبقى صغيراً.. ومرحبا بهذه الضريبة المؤدية إلى نادي الكبار... بلا مبالغة... لأنّ من استطاع أن ينتقذ الغرب باحتكاره اللقاح وعدم الاعتراف بلقاح الجنوب (الصين) كما جاء في مداخلة السيد بوريطة في اللقاء الوزاري لدول عدم الانحياز.. لا يمكن نعتها الا بدولة كبيرة باستقلالية قرارها.. والقدرة على حمايته..