تحاول فرنسا التدخل من أجل احتواء الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة حدتها بين المغرب وإسبانيا، وذلك على خلفية استضافة هذه الأخيرة إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية، من أجل العلاج في أحد مستشفياتها. في هذا الصدد، كشفت وسائل إعلام إسبانية، أن هناك اتصالات فرنسية من أجل تهدئة الأوضاع بين البلدين، خاصة وأن غالي غادر التراب الإسباني على متن طائرة فرنسية في اتجاه الجزائر. ومن جانبها أكدت وكالة" أوروبا بريس"، أن وزير خارجية فرنسا "جان ايف لودريان"، اتصل يوم أمس الأربعاء 2 يونيو الجاري بكل من ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية المغربي، وأرانشا غونزاليس لايا وزيرة الخارجية الإسبانية. ونقلت ذات الوكالة أن الحكومة الفرنسية، التي تجنبت انتقاد الإجراءات التي اتخذها المغرب في الأسابيع الأخيرة بشكل مباشر، أصرت على أن المملكة المغربية هي "شريك أساسي" للاتحاد الأوروبي، خاصة في شؤون الهجرة. وأكدت الوكالة أن فرنسا قالت للاتحاد على أعقاب الأزمة أنها تريد "استمرار التعاون الذي يربط بلدان الاتحاد الأوروبي بالمغرب وتعزيزه". وفي سياق متصل، ذكرت "أوروبا بريس" أن الخارجية الفرنسية أشادت بالقرار الذي أصدره الملك محمد السادس لوزيري الخارجية والداخلية حول عودة القاصرين المغاربة غير المصحوبين بذويهم الموجودين في الأراضي الأوروبية، في دول مثل إسبانيا وفرنسا. ونتيجة لذلك، أعربت الحكومة الفرنسية، وفق المصدر نفسه، عن استعدادها التام لمواصلة التعاون حول هذا الملف، مضيفة "أن هذا الالتزام يؤكد إرادتنا المشتركة للتعامل بأفضل شكل ممكن مع هذه القضية الصعبة، والتي تتبادل فيها فرنسا والمغرب مبادلات منتظمة سمحت باعتماد إجراء مشترك فيما يتعلق بالقصر غير المصحوبين بذويهم".