ترأس أحمد حجي والي ولاية جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، صباح اليوم الثلاثاء 18 ماي الجاري، لقاء حول برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد الجهة. ويأتي هذا اللقاء إحياء للذكرى السادسة عشرة لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث اتخذ كشعار له "كوفيد 19 والتعليم: حصيلَة وآفاق من أجل المحافظة على المكتسبات". وتم خلال ذات اللقاء الذي احتضنه مقر ولاية جهة سوس ماسة التداول حول موضوع التأثيرات المترتبة عن أزمة الجائحة على التربية والتعليم، والإجراءات التي بالإمكان اتخاذها لمواجهتها في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وبالإضافة إلى ذلك، استعرض المشاركون في الاجتماع الجهود المبذولة في سياق تحقيق الأهداف التي خلقت من أجلها المبادرة، كما تم التداول بشأن بعض الإشكاليات المطروحة، في أفق إيجاد الحلول المناسبة لها. ذات الاجتماع خصص لمناقشة التدابير المستقبلية الكفيلة بتحسين تنفيذ برامج المبادرة، بما يستجيب للتطلعات الرامية إلى المحافظة على المكتسبات، ومواجهة التحديات، وربح رِهانات المرحلة الثالثة من المبادرة. كلمة والي جهة سوس ماسة أفاد والي جهة سوس ماسة أن "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ارتكزت منذ انطلاقها على استراتيجية شمولية للبعد الترابي بإبداع الحلول والتشاور والمقاربة التشاركية مع مختلف الفاعلين المعنيين، بمن فيهم هيئات المجتمع المدني، فضلا عن إيلائها الاهتمام للعنصر البشري وجعله محورها الرئيسي". وشدد الوالي على أن "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عملت طيلة السنوات الماضية على الالتزام بالحكامة الجيدة، ونَهْج سياسة القُرب التي تضفي بعدا جديدا على الديمقراطية التشاركية في رصد الاختلالات، ووضع الأهداف والأولويات، وبَلْوَرة البرامج والمشاريع وتنفيذها وتتبعِها بالنجاعة والفعالية اللازمتين، والأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الواقعية والتطلعات المشروعة للساكنة المستهدفة". ولفت الوالي الانتباه إلى أن المغرب في عهد الملك محمد السادس يعرف سلسلة إصلاحات مهمة تضع المواطن المغربي في صُلب عملية التنمية والغاية الأساسية للسياسات العمومية، مؤكدا على أن "فلسفة المبادرة تروم صَوْن كرامة المواطن، وتحسين إطار عيشه والنهوض بالعنصر البشري، وتوْفير الشُّروط لِلاعتماد على الذات، وتعزيز الثقة في النفس وفي المستقبل لدى الفئات الاجتماعية في وضعية صعبة". أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شدد الوالي حجي في معرض كلمته على أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "لم تأت لتَحلّ محل البرامج القطاعية أو برامج العمل الترابية، و ليست مشروعا خيريا إحسانيا"، وإنما هي "رؤية سوسيو اقتصادية مبتكرة لتعزيز تنمية المجالات بكيفية منصفة، تنسجِم مع الأهداف الكوْنية المتعارف عليها عالميًا للتنمية البشرية المستدامة والرّفاه الاجتماعي العادِل والشامِل، للارتقاء بِمُؤشرات التنمية البشرية لِبلادِنا إلى مصاف ما تحققه الدول المتقدمة". وأكد الوالي أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل على تحقيق هذه الغايات من خلال "تحسين وضعية الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية، ودعم الأنشطة المدرة للدخل، وتعزيز التنشيط الثقافي والرياضي، ودعم الأشخاص في وضعية هشاشة قصوى، وتقوية قدرات الفاعلين المحليين في مجال التنمية". أشرف الملك محمد السادس في 19 شتنبر 2018، على إعطاء الانطلاقة للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023)، والتي تهم تحصين مُكتسبات المرحلتين السابقتين، إلى جانب إعادة توجيه البرامج وفق هندسة جديدة تتصدى للمعيقات الأساسية التي تواجه التنمية البشرية للفرد طيلَة مراحل نموه، مع دعم الفئات في وضعية صعبة، وكذا إطلاق جيل جديد من المبادرات الْمحْدثة لفرص الشغل وتطوير هذه الفرص. برامج المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ترتكِز المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أربعة برامج، حيث يهم أولها تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية في المجالات الترابية الأقل تجهيزا، فيما يروم الثاني مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة وإعادة الإدماج الاجتماعي للفئات الهشة. أما بخصوص البرنامج الثالث، فهو يسعى إلى تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، ويعتمد على مقاربة ترابية قوامها مواكبة القرب وتثمين المؤهلات والثروات المحلية، بينما يهدف البرنامج الرابع إلى النهوض بالرأسمال البشري من خلال دعم التنمية البشرية للأجيال الصاعدة وتنمية الطفولة المبكرة. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكوفيد-19 ألقت جائحة كورونا بتداعياتها السلبية على مختلف القطاعات الاقتصادية، وكذا على مناحي الحياة اليومية، الأمر الذي عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تجاوزه من خلال دعم ومؤازرة الفئات الاجتماعية الأكثر تضررا، وكذا اتخاذ مجموعة من الإجراءات للتخفيف من آثار الوباء عليها. في هذا السياق، عملت المبادرة على دعم صحة الأم والطفل، والنهوض بالتعليم الأولي، والتخفيف من الوقع السلبي الناجم عن الجائحة على قطاع التربية والتعليم تحديدا، وذلك من أجل درء تراجع المكتسبات المحققة في هذا الميدان، نتيجة الإغلاق المؤقت للمؤسسات المدرسية واللُّجوء إلى التعليم عن بُعد.