كشف المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع القليعة آيت ملول النقاب عن الوضعية المزرية للسجن المحلي بأيت ملول. فقد اكد الفرع الحقوقي في بيان للرأي العام، أن السجن المذكور يعرف تغذية رديئة وغير نظيفة، حيث أن الأغذية المقدمة في هذه المؤسسة مليئة بالأحجار وناقصة الطهي، مؤكدا بأن السجين إذا أراد إعداد وجباته بالاعتماد على (قوفة) الأسرة، فان المشكل الذي يعترضه هو مطبخ يتناوب عليه 300 سجين ويمكن أن ينتظر لأزيد من 5 ساعات أو أكثر لطهيها، خصوصا و أن جل السجناء لا يعتمد على التغذية المقدمة من طرف المؤسسة السجنية لرداءتها والتي تنحصر أساسا في القطاني ولحم اسود اللون وشاي رديء، ويلجأ بعض السجناء إلى عزل بعض الأغذية في هذه الوجبات لإعادة طبخها. و أشار التقرير الذي تتوفر “اكادير24″ على نسخة منه، إلى أن النظافة هي سبب معاناة جل السجناء بسبب الاكتظاظ و غياب مساحيق التنظيف وانتشار الحشرات كالقمل والبرغوث و اتساخ الأغطية بسبب عدم غسلها ورداءتها، مما يؤدي في الغالب إلى اعتماد السجناء على الأغطية التي تقدمها لهم الأسر، و أوضح نفس التقرير أن الاستحمام متاح مرة واحدة في الأسبوع لكن ل: 1270 سجين يتناوبون طيلة اليوم على أربعة صنابير الماء للاستحمام، و هو ما يجعل العديد من السجناء يعودون بدون استحمام بسبب الإكتظاظ، ونفس الشيء ينطبق على الحلاقة فثلاثة حلاقين يتناوب عليهم أزيد من 1200 سجين بكل من الحيين “الانضباط” و “الامتثال” حيث تستعمل أدوات غير معقمة ورديئة وقابلة لنقل أمراض خطيرة. التقرير توقف أيضا عند المستوى الصحي، حيث أشار إلى وجود أمراض متنقلة وخطيرة كالسيدا و الأمراض الجلدية و السعال و السل، و لا يتم عزل المرضى عن الأصحاء، و أظاف بأنه لا يتم عرض بعض الحالات الخطيرة على الطبيب إلا بعد أخذ موعد قد يطول أكثر من المرض نفسه بسبب كثرة المرضى، وغياب الأطباء حيث يتم تخصيص ممرض لكل 1200 سجين، مشيرا بأن بعض المرضى يضلون طريحي الفراش لأزيد من شهر دون علاج وقلة الأدوية، حيث يتم تقديم قرصين من الدواء لكل مريض، كما أن بعض المرضى المصابين بالأعصاب يقومون باستغلال بعض الأدوية المهدئة لبيعها لباقي السجناء كأقراص مهلوسة. من جانب آخر، و بخصوص زيارة العائلات، أكد التقرير بأن جل العائلات ينتظرون من الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء لزيارة أبنائها، ويتعرضون لكل أنواع الاهانة من حراس المؤسسة خاصة أثناء عملية التفتيش لما يحملونه لابناءهم المعتقلين ، وما يلازم ذلك من استعمال ألفاظ نائية من طرف بعض الحراس مع السجناء، زد على ذلك الاتصال الهاتفي داخل السجن و كثرة المشاجرات على بضع مخادع للهاتف حيث لا يتجاوز الوقت المسموح به للمحضوضين إلا دقيقتين ومكالمة واحدة. التقرير توقف ايضا عند “الكاشو” والتي هي عبارة عن غرفة داخلها غرفة مظلمة يتم عزل السجين المعاقب بمفرده بعد أن يتم عرضه على لجنة تأديبية التي تحدد مدة حبسه داخل هذه الزنزانة وتخصص لهم فسحة منعزلة عن باقي السجناء ويتم التعامل معهم بكل أنواع الإهانة. و بالإضافة إلى عقوبة الكاشو، أكد التقرير بان هناك عقوبة أخرى تسمى ( التعلاق ) وهو عبارة عن تصفيد اليدين وتعليق السجين بسقف احد الغرف لمدة يوم كامل بدون أكل وبدون جلوس.