أكادير أو "المدينة الشبح" كما أطلق عليها مواطنون ممن اكتفوا بالإطلالة على الشوارع من نوافذ منازلهم في ليلة رأس السنة، لتبدو الدروب والشوارع شبه خالية، في منظر لم تألفه أعين الساكنة في مناسبات مماثلة. وإذ أقرت الحكومة المغربية إجراءات استباقية عبر فرض حجر حزئي في مختلف مدن المملكة ومن بينها أكادير استعدادا لمنع احتفالات رأس السنة، فقد عززت ذلك بإجراءات أكثر تشديدا انطلاقا من عشية رأس السنة الميلادية 2021 وحتى صباح أول أيام السنة الجديدة. وفي هذا السياق، عرفت ولاية الأمن بأكادير اجتماعات استباقية أعطيت خلالها الأوامر لجميع العناصر الأمنية بمختلف تشكيلاتها لالتزام أقصى درجات الحيطة والحذر خلال مناسبة رأس السنة الميلادية، وهو الأمر الذي أعقبه توسيع الانتشار الأمني بمحيط مختلف الحانات والمنشآت السياحية و أحياء المدينة و شوارعها. إلى ذلك، عجت شوارع المدينة بوحدات أمنية، إلى جانب الانتشار الواسع للدوريات الراجلة والراكبة، فضلا عن تنصيب عدد من السدود الأمنية بمداخل أكادير ونقطها الاستراتيجية، إضافة إلى مراقبة الشوارع الكبرى لرصد أي محاولة لخرق لحالة الطوارئ الصحية. هذا، واتخذ المواطنون بدورهم الحيطة والحذر حيث سعى من يرغب في الاحتفال ب "البوناني' إلى اقتناء اللوازم الضرورية لذلك قبل الساعة التاسعة مساء، حيث لوحظ اكتظاظ واسع أمام المخبزات ومحلات بيع الحلويات منذ الرابعة زوالا من يوم أمس، فضلا عن فئات من المرابطين أمام أبواب المحلات المرخصة لبيع الخمور. وتأتي الإجراءات السالفة الذكر في إطار تتويج الخطة الاستباقية المعمول بها على صعيد عدد من المدن المغربية والتي تقضي بفرض 3 أسابيع من الإغلاق وحظر التجوال ليلا، تحسبا لأي طفرة وبائية قد ترافق مناسبة رأس السنة الميلادية، خاصة بعد التراجع الملحوظ الذي سجل من حيث أعداد الإصابات و الوفيات بفيروس كورونا المستجد في غضون الشهر المنصرم.