لفظ الطالب “محمد الفزازي” أنفاسه الآخيرة داخل قسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس أمس السبت، وذلك بعد نقله إليه منذ تسعة أيام في حالة حرجة نتيجة جروح اصيب بها على مستوى الرأس في تدخل أمني قوي في الحي الجامعي للمدينة. وكان الطالب “محمد الفزازي” قد نقل إلى المستشفى بتاريخ 17 يناير 2013 في حالة غيبوبة بعد إصابته بنزيف داخلي حاد لم ينجو منه نتيجة الكسور التي أصيب بها على مستوى الصدر والجمجمة، وذلك أثناء تدخل قوات الأمن لفك اعتصام طلابي داخل حرم الحي الجامعي سايس بفاس. وخلف الاقتحام العشرات من الاصابات المختلفة في صفوف الطلبة، كما تم خلاله اعتقال 17 طالبا أمرت النيابة العامة بإطلاق سراح 11 منهم، فيما تم تقديم 6 طلبة للمحاكمة تم إطلاق سراح طالب واحد مع إبقاء الخمسة الآخرين في حالة اعتقال من أجل المحاكمة في ملف رقم (164 /13 ) بتهم تراوحت بين إهانة موظفين عموميين أثناء ادائهم وظيفتهم واستعمال التهديد والمشاركة والعصيان وقع أثناء الضرب و الجرح، والمشاركة في تجمهر مسلح، والانتماء الى منظمة غير مرخص لها. وتعتبر جامعة محمد بن عبد الله بفاس من أكثر المواقع الجامعية المغربية التي تعرف دينامية نضالية للطلبة خاصة فصيل الطلبة القاعدين اليساري المتواجد بقوة هناك بحكم الارث النضالي التاريخي الذي ترمز له منطقة ظهر مهراز التي تتواجد أغلب الكليات بها إضافة إلى الحي الجامعي. وكانت هذه الجامعة قد عرفت دائما سقوط طلبة شهداء بدءا من سعاد السعدي وزبيدة خليفة وعادل الاجراوي الذين سقطوا برصاص الشرطة في يناير 1988 مرورا بالطالب آيت الجيد محمد بنعيسى الذي لقي حتفه على يد متشددين دينيين ثم سقوط طلبة آخرين مثل حفيظ بوعبيد وحفيظ حميمد وهشام البوزيدي يوم 14 ماي 2001 نتيجة تدخل مماثل لقوات الأمن بالحرم الجامعي لظهر مهراز بفاس. وتفيد المعطيات أن الأجواء مكهربة وقد تنفجر في مختلف الكليات بفاس بعد عودة الطلبة من العطلة البينية، خاصة بعد انتشار وتأكد نبأ استشهاد الطالب “محمد الفزازي” الناشط في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. ويبلغ الطالب “محمد الفزازي” من العمر 22 سنة من مواليد 1991 وكان يدرس بجامعة محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالسنة الثالثة (الاخيرة) شعبة الانجليزية وينحدر من إقليم تاونات جماعة ظهر السوق. ويوجد نقاش قوي في مواقع الفايسبوك حول الجهة المسؤولة عن مقتل “الفيزازي” والذي لا يتردد البعض في تحميل المسؤولية للدولة المغربية. وكتب ناشط “مقتل الفيزازي ناتج عن عنف شديد في أجزاء من الجسم التي يسفر عنها القتل، فهل ستتحرك الحكومة لفتح تحقيق قضائي”.