نظم مختبر القيم والمجتمع والتنمية (فريق البحث في المجتمع والتاريخ والحضارة) ، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، وبتنسيق مع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين فرع أكادير الكبير ومركز الدراسات والأبحاث في الإعاقة و مرصد أنطي للدراسات والأبحاث في الإعاقة ندوة علمية دولية في موضوع : الإعاقة في تاريخ المغرب المحددات والتفاعلات. وذلك يومي الأربعاء والخميس 11-12- دجنبر 2019 بفضاء الإنسانيات بذات الكلية،والتي شارك فيها ثلة من الخبراء والمختصين في مجموعة من المجالات والتخصصات العلمية والمهتمة بالإعاقة سواء تعلق الأمر بمختصين ودكاترة في التاريخ أو في تخصصات أخرى ،أدلوا بدلوهم خلال جميع مراحل الندوة الذي اختير لها موضوع يتجاوز المواضيع المعتادة التي لا تخرج عن نطاق التاريخ الكلاسيكي المرتبط بالإخبار عن حوادث وأحوال ماضية، لتأتي الندوة هاته لتسلط الضوء على تاريخ فئة من المجتمع المغربي ، وفي إطار التاريخ الإجتماعي والإقتصادي الذي لا شك ساهم إلى حد كبير في إماطة اللثام عن مجموعة من المواضيع والأمور المنسية التي همشتها الكتب الإخبارية والمصادر التاريخية الموضوعية الكلاسيكية والتي كانت تهتم بالمركز ،وأحوال السلاطين وغزواتهم وملامحهم ،وليتم الانفتاح على ما تجود به المصادر الدفينة التي خولت للباحثين الانفتاح على إشكاليات جديدة وساهمت بالتالي في تجديد الكتابة التاريخية وهو ما نتج عنه ظهور دراسات وأبحاث جديدة اهتمت بالبنيان الاقتصادية وتاريخ الذهنيات وتاريخ الهوامش الذي عزز التاريخ المونوغرافي.ليدخل إذن تاريخ الإعاقة في هذا الجانب باعتباره موضوعًا جديدًا في أدبيات الاهتمام التاريخي. الندوة إذن ولأهميتها عرفت حضورا وازنًا-بالإضافة إلى أشخاص في وضعية إعاقة انجذبوا للموضوع- لباحثين ومختصين وخبراء أغنوا أطراف النقاش بتدخلاتهم وكلماتهم ليومين متتاليين ولفترتين لكل يوم؛ صباحًا من التاسعة إلى الواحدة ،ومساء من الثالثة إلى حدود الثامنة مساء.وقد توزعت أنشطتها بين محاضرات المشاركين في الندوة ثم مناقشات الحاضرين من الأساتذة والباحثين ،وتخلل هذا وذاك تكريم علمين من أعلام التاريخ والبحث ،وتعلق الأمر بتكريم الأستاذ الدكتور محمد المازوني أستاذ التاريخ والحضارة بذات الكلية والخبير في شؤون التصوف والمؤسسات الدينية ،حيث تم تكريمه نظرا لخدماته الجليلة التي قدمها لأجيال من الطلبة والطالبات وللبحث التاريخي ، كما تم تكريم الأستاذ الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش عرفانًا على أعماله وكتاباته كعلم من أعلام التاريخ الإجتماعي بالمغرب والعالم العربي. أما عن الندوة فقد تم افتتاحها بكلمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والذي أشاد براهنية الموضوع المثار في الندوة وأهميته،ليليها تدخل مدير مختبر القيم والتنمية والمجتمع ، الذي أكد على أهمية الموضوع في ترسيخ القيم بالمجتمع ،أما الدكتور أحمد الصديقي منسق الندوة فقد رحب في كلمته بالحضور وشكرهم على تحمل عناء السفر لإحياء أشغالها والتي اعتبرها الأولى من نوعه في تخصص التاريخ والتي تهدف لتجسيد آليات التواصل بين التخصصات لمقاربة موضوع الإعاقة.أما محاضرة الدكتور إبراهيم قادري بوتشيش الافتتاحية -وهو من رواد التاريخ الاجتماعي بالمغرب الوسيط- فقد قدم تصورًا مغايرًا لمقاربة قضايا التاريخ الاجتماعي بالمغرب الوسيط باعتماد مداخل منهجية جديدة رامية لتوسيع القاعدة المصدرية وتنويع أصناف الوثائق,هذه الجلسة التي سيرها الدكتور محمد المازوني.لتستمر محاضرات الندوة العلمية بنفس الوثيرة والإثارة العلمية والتي تخللتها مناقشات مستفيضة للأساتذة والحاضرين والباحثين والمهتمين الذين أغنوا النقاش بحضورهم الوازن وكلماتهم الدالة، لتعرف الجلسة العلمية الأولى تناول موضوع الإعاقة والمعاقون وإشكالية التأريخ ،هذه الجلسة التي سيرها الدكتور أحمد الصديقي وشهدت ثلاث مداخلات تمثلت في كل من د.محمد البركة من كلية تارة،ود.سعيد بن حمادة من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس، ود.أحمد البوزيدي من جامعة مكناس وبمداخل منهجية .ليستمتع الحضور ببقية المحاضرات كالتي قاربت موضوع الإعاقة في حقب تاريخية متباينة ( الرومانية و الوطاسية-السعدية ثم المعاصرة) كما هو حال الباحث حسن رياض ود.محمد الصافي ود.محمد حمداني في جلسة سيرها الدكتور العواد. هذا بالإضافة إلى موضوع الحجر الصحي ببادية سوس قبل الحماية ،والذي تناوله كل من الدكتور شفيق أرفاك والدكتور عبد العزيز ياسين وهما إستاذان للتاريخ والحضارة بنفس الكلية وفي جلسة سيرتها الدكتورة ضياء النوالي.. أما الجلسة العلمية الأخيرة والتي ترأستها الدكتورة خديجة الراجي فقد قارب فيها الباحثون إشكالية تمثلات ومواقف حول الإعاقة حيث شارك د.محماد لطيف ب “الإعاقة في المغرب الأقصى الوسيط تمثلات ومواقف ” ثم مداخلة الطالب الباحث إبراهيم أكرضان الذي قارب تمثلات المجتمع للإعاقة والمعاقين من خلال كتب التصوف و النوازل باعتماد مداخل منهجية جديدة كالإحصاء.أما الدكتور مرتضى فقد أثار موضوع الإعاقة في النوازل الفقهية إشارات وإشكالات. التخصصات العلمية الأخرى كانت حاضرة بفعالية بذات الندوة كعلم النفس والسوسيلوجيا والجغرافيا وعلوم التربية والسينما والقانون ثم العلوم الشرعية والتي قاربت جميعها موضوع الإعاقة بمداخل منهجية متنوعة تتباين حسب تخصصات أصحابها الخبراء وتهدف توعية المجتمع بضرورة تجاوز النظرة الدولية للشخص المعاق ودعمه قصد الاندماج في المجتمع. الندوة العلمية اختتمت بكلمة منسقها د.الصديقي الذي أعلن توصية نشر المداخلات في كتاب جماعي.