وضعت سيدة مولودتها في الخلاء، ليلة الأربعاء/ الخميس الماضيين، داخل سيارة خاصة كانت تقلها من دوار تيزكين بجماعة بوزروال نحو مستشفى الدراق بزاكورة قبل أن يفاجئها المخاض على بعد حوالي خمسة كيلومترات من المدينة، بعد أن استوقف رجال الدرك الملكي سائق السيارة بشأن عطب في أضواء السيارة وهو ما استغرق حوالي 15 دقيقة، قبل أن يقرر السائق الإفصاح عن أنه يقل سيدة على وشك الوضع، ليتقرر بعد ذلك السماح له بالمغادرة غير أن المفاجأة كانت قوية عندما التحق السائق بأسرته بالسيارة ليجد الحامل قد وضعت مولودتها داخل السيارة بشكل وصف ب»المهين» وفي جو بارد، خاصة أن العملية تمت حوالي العاشرة ليلا. وأكدت مصادر من عائلة الأم أن الأخيرة رفضت التوجه إلى مستشفى الدراق بعد ذلك، حيث فضلت التوجه إلى أحد أقاربها بزاكورة، لتغادره بعد ذلك في اليوم الموالي عائدة إلى الدوار حيث تقطن الأسرة دون أن تتوجه إلى المستشفى وتتلقى العلاج الضروري على الرغم من أن وضعيتها الصحية لم تكن على ما يرام، حسب المصادر نفسها التي تأثرت بهذا الحادث بعدما تعذر على الأسرة تخصيص سيارة إسعاف لنقل الحامل إلى المستشفى نظرا لغياب سيارة إسعاف، تضيف المصادر نفسها، خاصة أن المسافة الفاصلة بين الجماعة المذكورة، التي لا تتوفر على أي مستوصف صحي، والمستشفى هي 40 كيلومترا، وأن السيدة عانت كثيرا قبل أن تضع مولودتها في السيارة العائلية التي كانت تقلها هي وبعض أفراد عائلتها الذين كان لهم الفضل في مساعدتها في وضع مولودتها بشكل طبيعي لحسن الحظ. ونددت مصادر جمعوية بهذا الحادث، مطالبة بفتح تحقيق بشأن الوضع الصحي بإقليم زاكورة حيث يعاني السكان بمجموعة من المناطق المتاخمة لها من مشاكل حقيقية، وصعوبة في التنقل بسبب «غياب» سيارات الإسعاف في العديد منها، علما أن الصعوبات المادية تكون في الغالب حاجزا حقيقيا أمام تنقل العديد من المرضى الذين يفضلون الاستسلام لآلامهم على التنقل طلبا للعلاج في اتجاه مستشفى الدراق بزاكورة، خاصة أن الكثير من الحالات المرضية تتم إحالتها من قبل هذا الأخير على مدينة ورزازات مما يزيد من تعقيدات الوضع لدى سكان ومرضى هذه المناطق النائية، تضيف المصادر ذاتها.