دعا المشاركون في الندوة، التي نظمت على مدى يومين٬ حول موضوع “أية جهوية متقدمة للمغرب الجديد”، إلى إعادة النظر في مفهوم الجهوية و إعطاء المزيد من الوقت لجل الفاعلين و المتدخلين لمناقشة الملف٬ من خلال اعتماد أسس واضحة لمقاربة الموضوع الذي يعول عليه للنهوض بالبلاد . وأجمع المشاركون على أهمية الجهوية المتقدمة لفائدة المملكة٬ مع التأكيد على وضع آليات جديدة كفيلة بخلق تصور شامل للجهوية المتقدمة يراعي تنمية لجهات المملكة مع احتفاظها بهويتها و ثرواتها و تضامنها في ارتباط مستمر مع المركز الذي يهيكل و بأطر السياسات العامة للمملكة مع تفادي الأخطاء التي يمكن أن تولد جهات ضعيفة و أخرى قوية كما نظرت لذلك تصورات سابقة. وتميزت الندوة، التي حضرها أمناء عامون لأحزاب سياسية وازنة من الحكومة و المعارضة و وزراء من الحكومة ، و رؤساء جهات و العديد من البرلمانيين ، و أساندة جامعيين ، و خبراء، و ممثلو مؤسسات حكومية و إعلاميون و نساء و طلبة جامعة ابن زهر و تنظيمات المجتمع المدني٬ بمداخلات و جلسات نقاش تمحورت حول مجموعة من القضايا والمواضيع ذات الصلة بموضوع الجهوية المتقدمة، تتعلق بتحديد العلاقة بين مفهوم الجهوية المتقدمة و الحكم الذاتي و تبيان نقاط الالتقاء و التعارض من خلال قراءة في التجارب و رؤى الفاعلين، كذلك الأدوار الجديدة للجماعات الترابية و الدولة و إشكالية تنازع الاختصاصات، أيضا مناقشة الجهوية المتقدمة كمفهوم جديد للسلطة و كهوية ثقافية وما سيترتب عنه من حاجة لنخب جهوية، بالإضافة لدراسة الجهوية المتقدمة من خلال أدوار المجتمع المدني و النخب الحزبية المحلية و إشكالية التضامن بين الجهات عبر تحليل مجموعة من الرؤى و التصورات، حيث تركز نقاش المشاركين من خلال هاته المحاور على دراسة مجموعة من القضايا و المواضيع ذات الارتباط بآليات تفعيل الجهوية المتقدمة. وقال الدكتور عمر حلي، رئيس جامعة ابن زهر، خلال مداخلته في افتتاح الندوة ٬ أن الجامعة لا يجب لها أن تبقى في معزل عن القضايا الوطنية للمملكة باعتبار مكونات الجامعة من طلبة و أساندة جامعيين؛ من شأنهم القيام بالدور المنوط بهم في إثراء النقاش لهيكلة صحيحة للجهوية المتقدمة٬ خاصة مع الأدوار الجديدة التي كرسها الدستور الجديد لصالح المجتمع المدني. وكانت الجلسة الافتتاحية مناسبة لتوقيع اتفاق مذكرة تفاهم و شراكة بين جامعة ابن زهر و مركز الشروق للديمقراطية و الإعلام و حقوق الإنسان ، تؤسس لتعاون مشترك يهم النهوض بمجالات الديمقراطية و الإعلام و حقوق الإنسان. تجدر الإشارة لكون الندوة تأتي في سياق القافلة الإعلامية المنظمة من طرف مركز الشروق للديمقراطية و الإعلام و حقوق الإنسان بشراكة مع جامعة ابن زهر في محطتها الأولى بمدينة اكادير في انتظار أن تعم باقي جهات المملكة.