في جريمة غريبة الأطوار، لم يفطن أحد إلى أن الجاني فيها كان أحد المواسين للأسرة، محولا تضميد جراحها. هو الذي تسبب في مأساتها، بعد أن نزع عنه احساس الرأفة والرحمة، لفتك بجسد طفل صغير، كان يلهو ويلعب في الشارع غير مدرك لما تخبئه لها تدابير وتخطيطات الكبار، التي لا تخلو من مكيدة وشر أحيانا. فعشية الاثنين 26 نونبر الجاري أسدل الستار بمحكمة الاستئناف الدارالبيضاء على قضية مثيرة الأطوار كانت قد استأثرت باهتمام الكثير من البيضاويين، وشغلت بال آباء الأطفال وأوليائهم، وكذا بعض المتتبعين بعد جلسات ماراطونية، انتهت مع بداية الأسبوع الجاري بإصدار الحكم القاضي بإدانة غرفة الجنايات »للشخص الذي يدعى”هشام»، حيث حكمت عليه بالإعدام، بعد متابعته بتهمة اختطاف طفل واحتجازه، ومطالبته بفدية مالية قبل قتله. هو الذي كان يمثل دور المشارك بهمة ونشاط في البحث عن الطفل، مساندا أسرة الطفل الصغير في مصابها. لكنه بعد فترة اختفى عن الأنظار، ولم يعد يظهر له أثر ما أثار الشكوك حوله. وتعود أطوار هذا الملف إلى بداية السنة الحالية حين اختطف المتهم المدعو «هشام»، ابن أحد الجيران، حيث عمل على احتجازه في البيت الذي يقيم فيه، ليعمد بعد ذلك إلى مطالبة أسرته بدفع فدية، كان يقدرها من خلال الاتصالات التي يربطها مع أفرادها بعشرة ملايين سنتيم، حتى يعيد الطفل إلى أحضان أسرته. وكان المتهم قد ضرب موعدا مع أسرة الطفل بمحطة لتوزيع المحروقات بمدينة الدارالبيضاء، قصد الحصول على الفدية المالية وإطلاق سراح الطفل. وعندما حان الموعد المتفق عليه تخلف المختطِف عن الموعد، ولم يظهر له أثر، ليستمر اختطافه للطفل الضحية. وبعد أن عجز المختطف عن إيجاد الطريقة التي يسلم بها الطفل إلى أسرته، ونيل الفدية، عمل على قتله، ولفه في ثوب كبير، بعد أن لفه بقطعة بلاستيك، لتستمر الجثة قرب مكان نومه مدة، قبل أن يختفي عن الأنظار. ما جعل الشكوك تحوم حوله، بعد اقتحام مقر سكنه، حيث تم العثور على جثة الطفل المختطف متعفنة. لتنطلق عملية البحث عن المتهم وإيقافه، حيث اعترف بتفاصيل ما ارتكب في حق ابن الجيران. محمد فلاح