وقعت جهة سوس ماسة على مشاركة وازنة في المعرض الدولي للفلاحة في نسخته الثالثة عشرة. فقد شاركت الجهة برواق جد مهم بالفضاء الخاص بالجهات لعرض المنتوجات الفلاحية بالمنطقة، و المعطيات و الأرقام المتعلقة بقطاع الفلاحة بالجهة، عاكسا المكانة المهمة التي تحتلها سوس ماسة كقطب فلاحي واعد و متطور، فهو يمثل 9 بالمائة من الناتج الداخلي الخام الوطني، و 17 بالمائة من الناتج الداخلي الخام الجهوي، ناهيك على أنه يشغل 40 بالمائة من اليد العاملة النشيطة مستفيدة من ما تزخر به المنطقة من أراضي فلاحية شاسعة و خصبة ومناخ ملائم ، بالإضافة إلى المواكبة ببرامج جهوية طموحة كرؤية سوس 2035 في الشق المتعلق منها بقطاع الفلاحة ، ووطنية كمخطط المغرب الأخضر. هذا، و قامت التعاونيات الفلاحية المنتمية للجهة بعرض منتوجاتها المتنوعة في أروقة عرفت كثافة في الزوار ولاقت معروضاتها استحسان واعجاب الوافدين، كما عرفت اروقة بعض التعاونيات زيارة السيد عزيز اخنوش وزير الفلاحة و الصيد البحري، و السيد ابراهيم حافيدي رئيس مجلس الجهة وهو ما كان لها الأثر الإيجابي على نفسية العارضين . هذا، و شكل هذا المعرض مناسبة للتعريف بالمنتجات المحلية وفرصة للتعاونيات والجمعيات لعقد شراكات مع مختلف الفاعلين في المجال والاطلاع على المستجدات . وغطت مشاركة التعاونيات و التنظيمات الفلاحية مجموع اقاليم الجهة ما ساهم في تنوع المنتجات المعروضة . جهة سوس ماسة بمطار واحد وميناء واحد و8 مناطق صناعية ومنطقتين للوجستيك و100 محطة لتلفيف الحوامض والبواكر، استطاعت برسم سنة 2016-2017 أن تصدر 423.173 طن من الحوامض، 927.735 طن من البواكر و1028 طن من زيت الأركان نحو دول الإتحاد الأوروبي، روسيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا ومجموعة من الدول الإفريقية. وقصد الدفع قدما بالقطاع ومواكبة ديناميته، برمجت جهة سوس ماسة على مدى السنوات القادمة مشاريع مهيكلة ضمن المخطط الفلاحي الجهوي 2010-2020 يصل عددها إلى 78 مشروع منها من وصل إلى نسب متقدمة في الإنجاز، وبلغ المبلغ الإجمالي المعد للاستثمار في هذه المشاريع 8 مليار درهم. وتسعى أيضا جهة سوس ماسة إلى إحداث القطب الفلاحي أكروبول لتشجيع الاستثمار الفلاحي بالمنطقة، هذا المشروع الذي سيحدث على مساحة تناهز 75 هكتار متضمنا وحدات للتصنيع الغذائي ووحدات للتحويل وتلفيف المنتوجات الفلاحية كما سيشمل قطبا للجودة وآخر للتكوين، وينتظر منه خلق 10000 منصب شغل، منها 65000 منصب شغل مباشر. من بين المشاريع أيضا إحداث قطب ابتكار فلاحي ذو توجه إفريقي رائد في الإنتاجية الفلاحية العالية القيمة وإحداث أسواق الجملة للخضار والفواكه بمعايير دولية. بدورها الغرفة الفلاحية للجهة انخرطت في دعم الفلاحة والفلاحين بالجهة عن طريق مواكبتهم بالدعم والتكوين من خلال تنظيم دورات تكوينية وأيام دراسية للتعريف بمشاريع مخطط المغرب الأخضر وتكوين وإرشاد الفلاحين والتعاونيات من أجل تحسين تقنيات الإنتاج وتثمينه، كما بادرت إلى دعم ومتابعة مجموعة من المشاريع المذرة للدخل. يذكر أن الدورة الثالثة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، جرت هذه السنة تحت شعار “اللوجستيك والأسواق الفلاحية ” بمكناس ما بين 24 أبريل إلى 29 منه، وذلك بمشاركة 70 دولة على مساحة إجمالية بلغت 780000 متر مربع، ويهدف هذا المعرض إلى تبادل التجارب ما بين الفلاحين وعقد شراكات واتفاقيات ما بين العارضين. وكان المندوب العام للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، جواد الشامي، قد أكد أن الدورة ال13 من المعرض الدولي للفلاحة شهدت حضورا مكثفا للزوار، بما لا يقل عن مليون و 25 ألف زائر، كما تميزت هذه الدورة بتدفق متواصل للزائرين، الذين جاءوا لاستكشاف والاطلاع على المنتجات التي تقدمها الأقطاب التسعة للملتقى، والذي حقق أرقاما قياسية جديدة في ما يخص المشاركة. وأوضح في هذا الصدد أن عدد العارضين الذين شاركوا بمعرض هذه الدورة بلغ 1711 عارضا مقابل 1400 عارضا السنة الماضية، وأن 70 دولة استجابت للدعوة بالمشاركة هذه السنة مقابل 64 دولة خلال الدورة ال12، مضيفا أن أزيد من 500 تعاونية وجمعية استفادت من قطب المنتوجات المحلية من أجل التسويق لمنتوجاتها والتعريف بها. وأشار مندوب الملتقى إلى أن المعرض استقبل، خلال الأيام المخصصة للمهنيين ، 38 ألف شخص، مسلطا الضوء على العدد الهائل للوزراء والوفود الإفريقية الذين حضروا مختلف الندوات والاجتماعات، التي نظمت على هامش الدورة ال13 للمعرض. واعتبر أن المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب فضلا عن أنه يعد منصة تسهر على الترويج لمصلحة الفلاحة المغربية، فإنه أصبح كذلك منصة تروج لفائدة الفلاحة الإفريقية. واختار هذا الحدث البارز، الذي تم تشييده في صهريج السواني، على مساحة 180 ألف متر مربع، منها 87 ألف متر مربع مغطاة، كشعار للنسخة الحالية “اللوجستيك والأسواق الفلاحية”، وهو موضوع يقع في صلب رهانات الفلاحة المستدامة والمسؤولة. وبذلك، أبان الملتقى الدولي للفلاحة بعده الدولي، وتطور استراتيجية مخطط المغرب الأخضر التي تتمحور اليوم حول تسويق المنتوج الفلاحي، ومنافذه الوطنية والدولية على حد سواء. واختار المعرض الدولي للفلاحة هولندا كضيف شرف هذه السنة. ويعد هذا البلد قوة كبيرة في المجال الفلاحي وشريك دولي للمغرب ذا وزن ثقيل في هذا المجال. كما تشكل هولندا، التي تعد البلد الرائد في مجال التكنولوجيا والبحوث الزراعية والغذائية، أول بلد أوروبي مصدر للمنتجات الفلاحية، والثاني عالميا، بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتشكل البطاطس والفواكه الجزء الأكبر من صادراته الفلاحية. وتقترح هذه التظاهرة للمهنيين والجمهور العريض مجموعة من المنتوجات، وأحدث الآلات الفلاحية التي من شأنها تطوير الإنتاج الفلاحي والحيواني، وتثمين القطاعات الرئيسية للاقتصاد الجهوي. وبذلك، أبرز الملتقى الدولي للفلاحة بعده الدولي، وتطور استراتيجية مخطط (المغرب الأخضر) التي تتمحور اليوم حول تسويق المنتوج الفلاحي، ومنافذه الوطنية والدولية على حد سواء.