كشف الدكتور الزويني نبيل مدير المستشفى الإقليمي بمكناس، عن حقائق مثيرة عن المرأة الحامل بجنين في عامه التاسع.. فقد نفى الدكتور نبيل الزويني، خبر حمل سيدة تتحدر من مدينة أزرو بجنين في سنته التاسعة، إذ أكد أن الكثيرين تابعوا، بنوع من الاستغراب وأحيانا الخوف والدهشة، شريط فيديو لسيدة من مدينة أزرو وهي تؤكد أنها حامل بجنين في عامه التاسع. المقطع انتشر كالنار في الهشيم مستعملا كوقود انتشار بعض المعتقدات في مجتمعنا مثل "الراكد"، الذي ليس سوى حيلة أو توافق اجتماعي لدرء الفضيحة في وسط لا يقبل بالحمل غير الشرعي. وأضاف الدكتور الزويني، في تصريح لموقع الأحداث المغربية، أن تفاعل السلطة المحلية جاء سريعا لتقديم المساعدة لسيدة تطلب الاستغاثة، وبتنسيق مع المصالح الصحية تم إخضاعها لفحوصات مخبرية وتكميلية بمستشفى أزرو، جاءت كلها سلبية، حسب المتحدث ذاته. ولتعميق الفحص،تم استقبال المعنية بالأمر بمستشفى محمد الخامس بمكناس، من طرف طاقم طبي مكون من أخصائي في أمراض النساء والتوليد والجراحة الباطنية وطبيب الأشعة، وأخيرا أخصائي الطب النفسي، حيث تم إخضاعها للفحص بالصدى والسكانير، ليتبين غياب أي حمل في أي مكان من الجسم. وهو ما جاء في بلاغ مندوبية الصحة بإفران، وكذا السلطة الإقليمية، مع التأكيد على التكفل بالحالة الصحية للسيدة. وأوضح الدكتور الزويني أن هاته الواقعة تذكره بحالات مرضية نفسية نادرة تصيب 6 نساء من بين 22000 امرأة، حيث يكون الاقتناع راسخا وقويا بوجود حمل رغم غياب الجنين، وهو ما يسمى بالحمل النفسي، مبرزا أن هذه الحالة تكون عند النساء اللائي تكون لديهن رغبة جامحة في الإنجاب، أو العكس تماما، مع وجود اضطرابات نفسية. وفي أغلب هاته الحالات يطاوع الجسم العقل الذي يأمر الغدة النخامية بإفراز الهرمونات التي تسبب أعراض الحمل، مشيرا إلى أنه في 60 إلى 90 بالمائة يكون هناك زيادة في الوزن وانتفاخ في البطن، وفي الحالات القصوى يكون الانتفاخ مهما كحالة حمل في الشهر الثامن، مع انقطاع العادة الشهرية ليصل مداه إلى الإحساس بتحرك "الجنين"، كما تمت مصادفة حالات عبر العالم تقوم المرأة بتحريك بطنها لإقناع من حولها وتفادي سخريتهم، ومع تكرار العملية يصبح التحكم في حركات البطن مثيرا ومبالغا فيه لحد الغرابة. أما عن الأسباب، فقال الدكتور الزويني إنها متعلقة بما هو نفسي محض، حيث نجد أغلب الحالات قد تعرضت لإجهاض مبكر غير إرادي مع الرغبة الملحة في الإنجاب، وفي معظمها يتم التخلي عن الفكرة مع أول فحص إيكوغرافي يشخص عدم وجود حمل. لكن مع وجود اضطرابات نفسية قوية ترفض المرأة التخلي عن جنينها الوهمي، أما العلاج فيبدأ بالبحث عن أسباب تمسك المرأة بفكرة الحمل، وربط جسور الثقة مع الطبيب النفسي المعالج، ويكون دور العائلة مهما ومحوريا لحمايتها من أي استغلال روحاني يعطي نوعا من اللاهوتية للحالة كمدخل لكسب الأموال من طالبي فك السحر، وإخراج الجن، ومحاربة العكس، وذلك ببركة الحالة الخارقة التي أمامهم.