إذا كان تأسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قد أدى في البداية إلى تراجع العمل الجمعوي الامازيغي والدخول في نوع من الانتظارية بعد عشرية زاخرة بالنضالات فان ترسيم الامازيغية في دستور 2011 يجب ان يكون دافعا لدى الفاعلين الامازيع إلى مزيد من العمل الدؤوب على المستويات التالية: –الاشتغال على إخراج القانون التنظيمي للغة الامازيغية يكون في مستوى تطلعات المغاربة جميعا وهو القانون الذي سيحدد منهجية إدماج الامازيغية في مختلف المجالات. والقانون التنظيمي سيصادق عليه البرلمان في نهاية المطاف وهو ما يفيد ان على الحركة الامازيغية أن تتواصل مع الاحزاب السياسية للدفاع عن طروحاتها بخصوصه. –الاستمرار في معركة النضال الديموقراطي لان تقدم المجتمع ككل رهين بتحقق مشروع ديموقراطي شامل ومتكامل ولأن الدستور وحده لايكفي بل لابد من التنزيل الديموقراطي لمقتضياته. –التحول الى حركة حقوقية جامعة، تنطلق من الامازيغية كقيم ملهمة لبناء دولة مغربية ديموقراطية ، بعد أن استنفذ أغراضه – أوكاد- الخطاب الذي يركز في المرحلة السابقة على الحقوق الثقافية واللغوية. –الانخراط في إنجاح مشروع الجهوية المتقدمة، وذلك بالضغط من اجل ان تتم مراعاة المعايير الثقافية والتاريخية في التقطيع الجهوي المرتقب حفاظا على انسجام الشخصية الجهوية ولما للعوامل الثقافية من دور محوري في العملية التنموية ومراعاة للأصول التاريخية في تسمية الجهات. إن المرحلة الراهنة تقتضي في نظري العمل على أن تتكامل الأدوار بين أقطاب أربعة : – قطب العمل السياسي المباشر : أي تأسيس حزب أو عدة أحزاب وطنية ذات مشروع مجتمعي متكامل تسعى إلى تغيير سياسات الدولة من داخل المؤسسات المنتخبة أي البرلمان والجماعات الترابية دون السقوط في نزعة طائفية مقيتة. ويمكن الاقتصار على دعم أحزاب بعينها وفق دفتر شروط وتحملات. –قطب العمل الثقافي : من منطلق أن الثقافة هي المخل الأساس لبناء الشخصية وهي البوابة الرئيسية لإحداث التغيير على الصعد المجتمعية كافة، ففي البدء كانت الثقافة وفي المنتهى تكون الثقافة. والثقافة بهذا المعنى ليست من اختصاص الوزارة الوصية فقط، لا، إن الثقافة هي مسؤولية الجميع، والثقافة الامازيغية في حاجة إلى مراكمة المزيد في مجال الإنتاج الفكري والفني والأدبي والإنتاج السمعي البصري ومجالات المسرح والسينما وغيرها. –قطب العمل الاكاديمي العلمي: في هذا الاطار يندرج عمل المعهد الملكي لثقافة الامازيغية الذي يجب توسيع اختصاصاته في مجال البحث وتقليص وظيفته الاستشارية لحساب المجلس الوطني للغات والثقافة كما يندرج هنا أيضا توسيع وحدة الدراسات الامازيغية بالجامعة وتقديم الدعم اللازم للباحثين الشباب. –قطب العمل التنموي: معناه الاستمرار في تأسيس الجمعيات التنموية بالقرى والمداشر النائية من منطلق العلاقة الوطيدة بين العامل الثقافي والقيم الرمزية ومن منطلق إعادة الاعتبار للإنسان الامازيغي المهمش لفترة طويلة. في نظري المتواضع هذه هي المهام الاساسية الملقاة على عاتق الحركة الثقافية الامازيغية في المرحلة الراهنة بعد ان تحقق لها أهم واكبر مطلب ناضلت من اجلة لحوالي خمسين سنة وهو ترسيم اللغة الامازيغية في الدستور الجديد.