علي المنتصر الذي قضى طفولته وأزهى مراحل شبابه بالحي المحمدي بالدارالبيضاء ، إنضم مند السنوات الأولى لإستقلال المغرب إلى حزب الإستقلال وناضل في صفوف شبيبته بل وشارك في طريق الوحدة بتشجيع وتحفيز من الزعيم الوطني علال الفاسي ، وناضل سي علي في الواجهة الجمعوية حيث كان عضوا فاعلا ونشيطا في الكشفية الحسنية المغربية عندما كانت الكشفية الحسنية ماتزال قريبة من حزب علال الفاسي قبل إنشقاق 59. علي المنتصر الذي يعشق الطاس حتى النخاع ، وله تقدير خاص للعربي الزاولي وعائلة الزاولي يغادر الدارالبيضاء مع بداية سبعينيات القرن الماضي رغم وجود كل إخوانه وأخواته بها ، لكنه فضل الإستقرار بأكادير حتى يكون قريبا من إداوتنان التي منها تنحدر أصوله العائلية ، أكادير الإستقرار ولقمة العيش ???????????????????????????????????? فتح علي المنتصر ستوديو للتصوير بساحة تالبرجت ، وكان واحدا من أول المصورين الذين يتوفرون على الة التصوير بالألوان ، وكان له زبناء عديدون بعضهم لم يكن يعرف إسمه ويلقبونه وقتها بعبد الحليم حافظ لوجود شبه بين الرجلين ، وفي نفس الوقت كان على يزاول مهنة التصوير الصحفي لفائدة جردة العلم ثم الإنبعاث وسوس أنباء التي كان يديرها المرحوم لحسن الجيخ علي المنتصر وبداية المعاناة كانت كل ستوديوهات التصوير بمنطقة سوس تستخرج الصور بالدارالبيضاء ، لكن في أواسط الثمانينيات بدأت تبرز مختبرات التصوير بأكادير ، ظهور هذه المختبرات أدى إلى إفلاس ستوديوهات التصوير التقليدية ، وأتفق على مع أحدهم للدخول معه في شراكة لتحويل الأستوديو الذي فتح بتالبرجت إلى مختبر للتصوير لكن لأأدري بالضبط ماذا وقع وفاز ذاك الشخص لوحده بالمحل ، حسب ماصرح لي به المرحوم فشريكه إحتال عليه وتمكن بطرق إحتيالية من تسجيل المحل في إسمه فقط مما مكنه من طرد علي . بقي علي مصورا متجولا لسنوات لكن مع تقدمه في السن لم يعد متمتعا بقوة الذاكرة وتضيع منه صور الزبناء مما جعل جلهم ينصرفون عنه عت ، بل وضاعت منه آلة التصوير أكثر من مرة ، وتدهورت صحته أكثر من مرة وأجرى عملية جراحية . في العشر سنوات الأخيرة لم يعد له أي سكن قار بأكادير حيث يتنقل بشكل يومي لمنزل قديم ومهترىء في ملكية والديه بإداوتنان لكن المصائب لاتأتي فرادى حين أتت فيضانات سنة 2007 على المنزل ، وعاش المسكين متشردا بأكادير وإنزكان وأيت ملول إلى أن منح محلا بمرحاض عمومي بتالبجت الذي سكنه إلى أن وفاه الأجل . مواقفي الشخصية من معاناة سيدي علي : بالنسبة لي كان لي تقديرخاص للرجل خاصة وأنه صاحب مبادىء وله مواقف متقدمة وتقدمية من كل قضايا الوطن ، حينما كان صديقا لي إختلفت معه مرارا لأنني أدافع في الحركة الوطنية عن التيار يساري الذي أفرز المدرسة الإتحادية وهو يدافع عن المدرسة الإستقلالية ، أدافع عن مواقف المهدي بنبركة وعبدالرحيم بوعبيد وهو يدافع عن مواقف علال الفاسي . لكنني أقدر الرجل لأنه على الأقل كان صاحب مبدأ ومواقف ، حينما تشرد وفقد عمله طالبت زملائي الصحفيين مرارا على الأقل تكريمه وقوبل إقترس عليهم احي بالرفض حيث فضلت بعض تنظيمات الصحفيين تكريم بعض” الناس للباس عليهم ” على تكريم هذا المصور الفقير ، كرمت جمعيات الصحفيين كل من له مال وجاه ، وتجاهلت هذا الرجل الوطني لا لشيىء إلا أنه عاش فقيرا ولا ” يلحس الكابا ” بإستثناء جريدة الإنبعاث وصاحبها عبدالله تدرارين الذين كرموه في أحد المناسبات . زميل صحفي كان عضو وازنا في أحد المجالس البلدية طلبت منه وكان سي علي برفقتي منه محلا بأحد الأسواق ، ووعد لكن لم يفي بوعده . بعد نهاية أحد مقابلات الحسنية بملعب الإنبعاث قبل تحويل الوجهة لأدرار طلب مني سي علي أن أطلب من الزملاء الصحفيين أن يساعدوه كل حسب إستطاعته لإقتناء الة التصوير الأوطوماتيكية لأنه يتوفر فقط على المكانيكية والتي لايمكن ربطها بالحاسوب مع الأسف الزملاء لم يتفاعلو مع إقتراحي بل إن أحدهم قال بأننا سنقتني له الآله وسيضيعها ، وخاب ظني فيهم وأعتذرت ل سي علي . كان رحمة الله عليه لايفارقه المذياع وجريدة العلم ، يواكب كل المستجدات رغم ظروفه الصحية ومعاناته مع الفقر وقلة ذات اليد . أسأل الله سبحانه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمتع ويسكنه فسيح جنانه ، وتعازينا الحارة لأسرته بالدارالبيضاءوأكادير وإداوتنان ، وإنا لله وإنا اليه راجعون . عبد الواحد رشيد