ربط محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بأبي حفص التقدم بالتحرر من بعض الموروثات الدينية التي لاتمت للدين الاسلامي بصلة ، وإنما عمد بعض الفقهاء على تأصيلها ، وإيجاد صيغ مناسبة لها في التشريع الاسلامي لمنحها الشرعية اللازمة حتى يتقبلها المجتمع بطريقة ترتبط أساسا بالجزاء الأخروي. وقال رفيقي الذي كان يتحدث في ندوة فكرية بمدينة أيت ملول في موضوع "سؤال تنوير الخطاب الديني وتحريره" المنظم من طرف مركز مدينتي ، بأنه " لابد من الفصل بين الدين والتدين ، فالخطاب الديني انتاج بشري ، وهو قراءة تتأثر بسياقات متعددة ، وتخدم مصلحة جهات دون أخرى ، مما يجعل الفقيه يصدر الفتوى تحت الطلب " وللأسف يقول رفيقي " الخطاب الديني هو المسوق اليوم في القنوات والكتب ، وله تأثراته السلبية وهو غير الدين " واسترسل رفيقي في الحديث قائلا " حين نتحدث عن الدين نتحدث عن أمور مطلقة، ولكن حين ننتقل الى التشريعات فهي لا تتعلق بالدين ، فالاسلام إسلامات ، و الكل يتغير ،وليس الامر عيبا كما يضن البعض ، وهذا التغير في نظري يتناسب مع الطبيعة البشرية" وفتح رفيقي في الندوة قوسا ، وتحدث عما أسماه الفقه والخطاب الديني التقليديين ، يقول في هذا الصدد "الخطاب الديني التقليدي ان لم يخضع للتحرير سيصبح متجاوزا، والفقه التقليدي عبر التاريخ الاسلامي دائما متخوف وحذر مما يأتي من الخارج ويضيع على المجتمعات قرونا من التقدم ، و لا بد من التحرر لمواصلة التقدم ،فاليوم نحن مستهلَكون ، وبعض الفتاوى في نظري تثير الضحك منها حكم شرب الشاي والاستماع الراديو ، و تعليم المرأة ، وقد ألفت في هذا الشأن مؤلفات كثيرة " وقدم رفيقي وصفته التي يراها ناجعة للوضع الحالي الذي يعيشه الخطاب الديني " الدولة والمجتمع اضطرا تجاوز هذا الدين التقليدي الذي يغلب عليه الحذر ، وإذا أردنا المصالحة بين الدين والمجتمع لا بد أن نغير بنية التفكير ، فالخطاب الديني التقليدي يوثر العلاقات مع الاخرين ، وعلاقاتنا مع الاخر جد متوثرة ومليئة بالكراهية والخطاب الديني التقليدي هو المسؤول عن إنتاج الإرهاب والتطرف " وعن الدين والنص القرآني أو الحديثي ، انطلق رفيقي من السؤال "هل يمثل النص الدين ؟، وجاء في معرض جوابه عن هذه الاشكالية "إذا اعتبرنا أن كل النصوص من الدين وهو ما يؤمن به السلفيون وينتج متطرفين ، فالحقيقة أن الامر ليس كذلك، إذ ليس كل نص دين ، فبعض الايات عبارة عن آراء الصحابة وتحولت الى آيات قرانية، ويأتي الفقيه في آيات القتل مثلا فيعمم الفعل ، ولكن هناك آيات أخرى تدعو الى الصفح ، ويلجأ بعض الفقهاء إلى فقه الأصول ، فيقول كل هذه الآيات منسوخة بالتي نزلت في سورة الثوبة ، لذلك في نظري لابد من تحرير الدين من سلطة الفقهاء ، وبالتالي فإنتاج الأحكام الدينية يجب أن لا يحصر عند طائفة معينة ، والعلوم الانسانية (بما فيها الفلسفة ) معنية هي الأخرى بإنتاج هذه الأحكام ، ولا بد من أنسنة هذه الأحكام الدينية "