طالب غيورون وفاعلون جمعويون من الملك محمد السادس نصره الله، الإلتفات لقصبة أكادير أوفلا التاريخية خلال زيارته المرتقبة للمدينة الأسبوع المقبل. و أوضح هؤلاء في اتصالهم بأكادير24 بأن الوضع الحالي للقصبة التاريخية والتي طالها النسيان، يكشف عن اوجه من الإهمال، بعدما حولها بعض المخمورين الى مزبلة تظم مختلف أنواع القنينات الزجاجية والبلاستيكية لمختلف أنواع الخمور وباقي الازبال لمخلفات "الشيشا" وبقايا حريق الفحم والسمك التي ترمى في أطراف هذه المقبرة الجماعية لضحايا الزلزال وأطراف الجبل، كما تشوه فضاؤها بعد تثبيت لواقط هوائية في مشهد مشمئز فوق القصبة، فضلا عن تعرض الأسوار التاريخية للتدمير والإتلاف، والممتلكات العامة للسرقة الأسلاك الكهربائية، هذا دون الحديث عن المشاهد المقززة هنا و هناك و التي لا تليق بمدينة سياحية عالمية وبمنتوج سياحي تاريخي ثقافي. هذا، و التمس هؤلاء الغيورين من جلالة الملك التدخل لإنصاف معالم هذه القصبة من خلال القيام بدراسات تقنية وعلمية من لدن مكتب دراسات مختص في مجال الآثار التاريخي وفن الترميم وترميميها بشكل احترافي وعلمي وإعادة إحياءها وإعادة ترميم منازلها المدفونة بعد جمع وتحويل الرفات الى مقبرة جماعية و إنصاف ذاكرة سوس واكادير من خلال هذه المعلمة برد الاعتبار الى أخر معقل تاريخي بمدينة الانبعاث وفتح هذا الملف الشائك وإحكام الرقابة والتتبع على أشغال الترميم والصيانة لتتم وفق الضوابط العلمية ، عوض أن تبقى المعلمة حائطا للمبكى على الفاجعة والركون الى الماضي بل يجب استشراف المستقبل لهذه الذاكرة الجماعية والحضارية والثقافية بما يحفظ للمكان ذكراه عبر مختلف الأجيال، ويرى جمعويون أن الحالة التي عليها القصبة في الوقت الراهن هي مدعاة للسخرية ولا علاقة لها بالدعاية السياحية بل معرض مفتوح للأزبال المتنوعة والمصابيح المكسورة والأسوار المنهارة، وغياب تام لأية وسائط إيضاحية أو صور حول طبيعة المكان قبل وأثناء وبعد زلزال اكادير بمختلف اللغات، رغم أن القصبة يمكن تأهيلها بشكل يساهم في تثمين هذا الفضاء التاريخي الوحيد باكادير عبر إعادة المدافع القديمة الى مكانها دون نسيان القصبة البرتغالية في الأسفل التي تم إقبارها وإهمالها هي الأخرى وفي ذلك إهمال وإقبار للذاكرة والارتباط بالتاريخ والأجداد… وشدد هؤلاء من جانب آخر على ضرورة تثمين هذا الصرح التاريخي وتوفير شروط وظروف الراحة والتثقيف لقضاء أوقات بهذا الفضاء، عبر فتح المجال في وجه الاستثمار الثقافي والسياحي، عوض أن يبقى مرتعا للعربدة والسكر وفضاء لرمي الازبال، ومجال مفتوح للسرقة والإهمال من طرف اللصوص والمنحرفين والمتسكعين.