بعد أزيد من سنة من العمل بدون أجرة ، وقبيل أيام من شهر رمضان المبارك ، لم يجد عمال ضيعة كوهار بتارودانت غير ارتداء أكياس – خنشة شمرتل – للتعبير عن الأوضاع المأساوية التي صاروا يعيشونها رفقة أبنائهم في ظل صمت السلطات الإقليميةلتارودانت ، فقد بات أطفالهم محرومين من أبسط حاجياتهم اليومية و صاروا يعانون من ضروب الجوع والقحط الذي عرفه الأجداد في أواسط القرن الماضي كما لا يعيشه سوى سكان المناطق المنكوبة بالجفاف أو الحروب على حد تعبير أحد المحتجين. فرغم الأحكام القضائية الصادرة لصالحهم ضد الإيطالي صاحب الشركة ، ورغم استمرارهم في العمل بالضيعة التي هي في الأصل ملك للدولة ، فلم تتحرك أية جهة لوقف هذا النزيف ، عدا استدعاء لعشرة عمال من طرف وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية لتارودانت للتحقيق في شكاية تقدمت بها زوجة الإيطالي لمحاولة ترهيب العمال و إجبارهم على التخلي عن حقوقهم، كما لم يستجب عامل إقليمتارودانت لطلب لقاء تقدمت به الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان لمناقشة سبل إنقاذ 40 عائلة من الجوع وإنقاذ ضيعة فلاحية ملك للدولة صرف عليها الملايين من أموال الدعم الفلاحي . الوقفة الاحتجاجية التي نظمت صباح يوم الأحد 21 ماي 2017 قرب فندق الغزالة الذهبية بتارودانت كانت بتأطير من الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان، رفع خلالها العمال المحتجون شعارات تنديدية من قبيل : يا عامل يا مسؤول هادشي ماشي معقول – واك واك على حالة لبستونا الدربالة وغادا تنوض البلبلة – الفيلا والتبرع والعامل يموت بالجوع – وقد شارك فيها الحقوقيون مرتدين للأكياس تعبيرا منهم عن تضامنهم مع العمال المنكوبين.