لحظات انسانية مؤثرة تلك التي عاشها كل متتبعي السهرة الختامية لمهرجان تايوغت بمدينة انزكان في دورته الخامسة التي اقيمت من 26 غشت الى 02 شتنبر2012 ، تحث شعار ” التراث و تواصل الاجيال ” . فقد ابى الفنان الامازيغي صالح الباشا الا ان يسجل نفسه كعادته بطلا للدورة حينما ترك الخشبة وهو يغني في السهرة الختامية و توجه الى وسط الالف من الجماهير التي غصت بهم جنبات ساحة السعادة وسط مدينة انزكان ليشاركهم الفرحة في مشهد حميمي قل نطيره . مشهد تفاعل معه الجميع. تفاعل و انسجام تحول في لحطة الى مشهد في قمة الانسانية حينما انحنى الفنان الصويري على ركبتيه ليقبل جبين احد المكفوفين و يحمله فوق كتفيه ، و يستمر الفنان في ابداعه في لوحة غاية في الانسانية حينما جمع المئات من الاطفال حوله و توجه بهم الى جنبات المنصة الرسمية للسهرة و جعلهم يحمون حوله و يرددون معه اغانيه ، امر جعل احد الاطفال يجهش بالبكاء دون وعي و حينما وجه اليه الفنان الميكرفون ليسأله عن اسباب البكاء كان جواب الطفل :” انني يتيمة الاب و الام وقد حضرت العشرات من المهرجانات و الافراح و لأول مرة احس بالفعل بالفرحة تغمرني … و الله انك ستبقي خالدا في دهني يا صالح “. كانت تلك بحق شهادة برئة من طفولة اكثر براءة . و للإشارة فقد ثم خلال هده الدورة من المهرجان تنظيم سهرتين عموميتين، شارك في الأولى كل من: مجموعة إكابارن، مجموعة نجوم أشتوكن، مجموعة أيت لامان، والفنان الحسين الطاوس، في حين شارك في السهرة الختامية كل من: مجموعة تايوغت، مجموعة إمغران، اوركسترا أماينو، والفنان صالح الباشا. و في ختام الدورة عبّر الأستاذ احمد الطالب مدير المهرجان في نهاية السهرة عن رضاه بما قدمته كل الفرق المشاركة في الدورة ، مشيراً إلى أن تنوع الفعاليات كان إحدى السمات الفارقة وأحد أهم المحفزات التي ساهمت في الإقبال الجماهيري الكبير على المهرجان قائلا :” لقد نجحنا رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهتنا في إخراج النسخة الخامسة من المهرجان .” . اما الفنان محمد بايري رئيس جمعية تايوغت للثقافة و التنمية الاجتماعية المنظمة للمهرجان فقال : ” نتمنى أن نكون قد وفقنا في تقديم ما يرقى لتطلعات زوار المهرجان و محبيه ، وآملاً أن يكون مهرجان تايوغت مع تقدمه في الدورات قد تركا بصمة إيجابية على الساحة الفنية و الثقافية المحلية و الجهوية و الاقليمية .” وقد تميزه النسخة الخامسة من المهرجان ، بالمباراة التكريمية للاعب والمسير السابق “عبد القادر بيداح”، إضافة إلى تكريم كل من الفنان الغنائي “علي فايق”، أحد مؤسسي اوركسترا “دنيا أمارك” ثم “أمارك فوزيون” الشهيرة ، ممثلة الأغنية الأمازيغية في أبعادها العالمية خير تمثيل، وتكريم الممثل والمخرج الأمازيغي “أحمد بادوج”، أحد رموز فرقة “تيفاوين” المسرحية بإنزكان، والذي بدأ مشواره المسرحي منذ السبعينيات من القرن ألماضي قبل خوض تجربة ناجحة في مجال الفيلم الأمازيغي، كممثل سيناريست، وكمخرج له العديد من الأعمال الدرامية… وفي إطار استراتيجية ادارة المهرجان لفتح باب المناقشة و الحوار ، تم تنطيم مجموعة من الندوات و العروض تهم بالأساس العراقيل التي يعاني منها الفنان الأمازيغي بشكل رئيسي، هدا الموضوع الدي تناولته الندوة الاولى من خلال محورين اساسيين الأول تحث عنوان : “حقوق التأليف ألموسيقي و الثاني تحث عنوان : “المجموعات الغنائية بين الاصالة و المعاصرة ” . أما الندوة ألثانية فقد تناول فيها المشاركون قضايا ومشاكل الفيلم الأمازيغي، سواء في مرحلة الإنتاج أو ألتوزيع مع التركيز بشكل رئيسي على ظاهرة غياب دعم الأفلام الأمازيغية، كما تناول المشاركون موضوع القرصنة كأحد اكبر مشاكل السينما بصفة عامة و السينما الامازيغية بصفة خاصة .