احتضن المسرح البلدي لمدينة إنزكان يوم الجمعة 31 غشت الأخير، ندوة هامة حول قضايا الفيلم الأمازيغي ووضعية الفاعلين في مجاله، كانت على هامش الحفل التكريمي الذي حظي به المخرج أحمد بادوج، من قبل جمعية تايوغت إنزكان، في الدورة الخامسة من مهرجانها الثقافي الفني السنوي. فقد تناول السيناريست عبد الله المناني في مداخلته مجموعة من النقط المرتبطة بأزمة السيناريو، التي تعتبر قضية مؤرقة طيلة عقود بالنسبة للسينما بالمغرب ككل، حيث انطلق من تعريف دقيق لمفهوم الكتابة السيناريستية، مذكرا بعدم نضج سبل التواصل مابين كتابه وبين منتجي ومخرجي الأفلام الأمازيغية، سيما وأن الملاحظ عادة هو تغييب مواكبة السيناريست لعملية التصوير وماقبل التوزيع، مما قد يتسبب في عدم احترام المنتج لروح العمل الأصلي باعتماد تصرف غالبا ما يكون عشوائيا، ويتسبب في افتقاد المنتوج الفيلمي لمعايير الجودة الدنيا المطلوبة. أما الممثل الكبير عبد اللطيف عاطيف، وكذا الممثل حسن عليوي، فقد تناولا بنبرة حزينة يغلب عليها طابع التشاؤم الإكراهات الصعبة جدا التي يشتغل فيها الفاعلون في مجال الفيلم الأمازيغي، منتقدين ضعف حرص الفاعلين على التنظيم الذاتي وفق إطارات توفر تمتين أواصر التفاعل الجماعي، ومحاولة مواجهة الحصار الفظيع المضروب على هذا الجنس الإبداعي الفني، خاصة على مستوى الحق في مواكبة إعلامية كافية، والحق في الاستفادة من الدعم على مستوى القنوات العمومية والمركز السينمائي، محذرين من عواقب استمرار ظاهرة القرصنة، والتي تهدد أسرا كثيرة بالتشرد والمعاناة، كما تهدد تجربة الفيلم الأمازيغي بالانقراض السريع، مالم يتم الانتباه إلى تلك الإكراهات الصعبة التي لا تزال تعوق ضمان استمرارية إنتاج يتم بخط تصاعدي، وفق معايير جودة على مستوى الكتابات السيناريستية الجادة، وكذا توفير وتكوين تقنيين لهم اطلاع مستمر على متطلبات الخطاب السمعي البصري وبلاغة الصورة. الندوة عرفت في نهايتها تكريم الممثل والمخرج والسيناريست أحمد بادوج، والذي قدم الشيء الكثير للمسرح الأمازيغي في سوس منذ أواخر السبعينيات، قبل المشاركة في بطولة أول فيلم أمازيغي أنتج بالمغرب تحت عنوان ” تمغارت وورغ” للمخرج الحسين بيزكارن، ليمر بعدها إلى الإخراج والكتابة السيناريستية، موقعا على أعمال كثيرة صنف أفلام الفيديو، كما شارك كممثل في الفيلم السينمائي ” تمازيرت أوفلا” للمخرج محمد مرنيش، وسيتكوم “تكمي مقورن” للمخرج عبد العزيز أوالسايح، والمسلسل “حديدان” للمخرجة فاطمة علي بوبكدي، وأعمال تلفزيونية أخرى متعددة.