هي أقل من ساعتين تكفيك وأنت تتجول في هذه البقعة الممتدة بين انزا وتيكوين مرورا بسفوح الجبال لتكتشف ان المدينة مرهونة كلها للكراء وعلى مستويات متعددة بدءا بازقتها وشوارعها التي تحولت الى مرائب للسيارات مؤدى عنها بتسعرة تترواح بين 3 دراهم و20 درهم بالمنطقة الساحلية مستخلصة من طرف اشخاص بدون بدل او علامات تدل على انهم حراس السيارات وبتذكرة غير مؤشرة بخاتم يبرز الجهة/الشركة التي رست عليها صفقة كراء المرائب في غياب تام لمصالح المجلس الجماعي الجهة الوحيدة المخولة قانونيا تتبع ومراقبة دفتر التحملات ومدى احترامه لبنود الاتقاق ... والعارفون بخبايا تمرير هذه الكعكعة العمومية يتحدثون عن لوبي نافذ وقوي يملك كامل السلطة في اعادة كراء المرائب لمن يكتريه..لمن يكتريه وبأثمنة صاروخية تستخلص من جيوب المواطنين الذين غالبا ما يجدون انفسهم امام شبان(حراس السيارات من نوع خاص) ببنية جسمانية قوية ...قسمات وجه مرعبة...بلسان جاف وسليط...واسلوب منحط ووضيع لترهيب كل من يحتج عن غلاء التسعرة والشكوى لله لان المنطقة محتلة بامتياز ويبدو لي ان ذلك منسجم مع شعار صيف هذه السنة (كل شيء قابل للكراء) حتى رمال البحروما يتعرض له المصطافون وزوار المدينة مغاربة واجانب من مضايقات واستفزازات من طرف مقاه ومطاعم متنقلة وغيرها ... بل الجديد هذه السنة ان كل الاماكن العامة المعدة للترويح تتعرض للمسخ والتشويه كما هو الشان بساحة ايت سوس وقرب المتحتف والنافورة يتم كراؤها لسيرك بدائي وبئيس وايا كانت الجهة المسؤولة فالقرار فيه قلة ذوق واهانة لساكنة المدينة وزوارها....لذلك لا غرابة ان تنخرط الساكنة في تفعيل شعار المرحلة وان تتحول كل المنازل الى بيوت معدة للكراء للمصطافين القادمين من جهات اخرى وهكذا نجد بكل مداخل المدينة فتيان يستقبلونك برتق المفاتيح كوسيلة لا ستقطاب زبناء ... وهي ظاهرة جديدة بقدر ما تخلق منافسة غير مشروعة للفنادق الصغيرة والمتوسطة التي تعاني الكساد وفي عز الصيف نفس الشيء بالمطاعم الشعبية المتواجدة بساحة تلبرجت وغيرها ...بقدر ما تخلق ارتباكا في ضبط حركية التنقل واستغلاله من طرف من يتربص ببلدنا بشكل عام ان تنشيط المدينة لا يعني الضجيج والفوضى وتكدس الناس في الشوارع بل هو تصور ثقافي /ترفيهي يمس كل الفئات العمرية من مغاربة واجانب ولا يعني جهة دون اخرى.بل برنامج مشترك بين كل المتدخلين في شأن المدينة ...بكل الجمعيات ووسائل الاعلام ... غير ذلك فالوضع في اكادير والفوضى العارمة برا وبحرا يترجم بشكل دقيق الغياب المطلق لذوي القرار وترك المدينة تتحول تدريجيا الى مرقد كبير .