شارك أزيد من 160 طبيبا خلال اليوم الأول من الأيام الوطنية الأولى بتيزنيت حول “التميز في طب الأسنان” التي نظمتها جمعية أطباء الأسنان بتيزنيت يومي 22 و23 أبريل الجاري بشراكة مع كل من نقابة أطباء أسنان بسوس والمجلس الجهوي للجنوب. وخلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها كل من عامل إقليمتيزنيت ورئيسي مجلس جماعة تيزنيت والمجلس الإقليمي، بالإضافة إلى رؤساء وممثلي الهيئات المهنية والنقابية والجمعوية لأطباء الأسنان وطنيا وجهويا ومحليا، تناول الكلمة الدكتور الحسين لاركو، رئيس جمعية أطباء الأسنان بتيزنيت، حيث أشار إلى أن هذه الأيام شهدت إقبالا غير متوقع من قبل الأطباء الذين حجوا إلى تيزنيت من جميع مناطق المغرب، من طنجة إلى العيون، كما هنأ الأساتذة المكونين الذين تجشموا أتعاب السفر من الدارالبيضاء وفرنسا من أجل تأطير العروض التكوينية والورشات التطبيقية لفائدة أطباء الأسنان المشاركين في هذه الأيام الطبية. وأضاف لاركو أن من أهداف هذه الأيام الوقوف على المستجدات المتعددة التي يشهدها باستمرار مجال طب الأسنان، خاصة في مجال الأدوات والتقنيات المستعملة في الجراحة والتقويم. من جهته، عبر الدكتور عبد الرحيم لاشكر، نائب رئيس جمعية أطباء الأسنان بتيزنيت، عن اندهاشه للنجاح الكبير الذي عرفه اليوم الأول من هذه الدورة التكوينية وتوقع أن يزداد عدد الحضور، يوم السبت، بحكم أن مجموعة من الأطباء يشتغلون يوم الجمعة. وأضاف المتحدث أن بعض الأساتذة المؤطرين وكذا الأطباء المشاركين يزورون مدينة تيزنيت لأول مرة وأنهم منبهرين بسحر المدينة وجماليتها ونظافتها وصفاء هوائها. ومن أهداف غير المعلنة لهذه التظاهرة العلمية منح الفرصة للأطباء المشاركين والعارضين الذين يزورون تيزنيت لأول مرة لاكتشاف المؤهلات السياحية والثقافية لمدينة تيزنيتوالإقليم. أما الدكتور صلاح الدين العثماني، رئيس المجلس الجهوي للجنوب لهيئة أطباء الأسنان الوطنية، قال أن مشاركة الهيئة في تنظيم هذه الأيام التكوينية والتأطيرية والتواصلية يدخل في صميم المهام الدستورية للهيئة والخاصة بالتأطير والتكوين المستمر للأطباء بتنسيق مع جمعيات الأطباء والمؤسسات المهنية، كما يحددها القانون 07.05، حيث جاء فيه أن “الهيئة تساهم مع مؤسسات التعليم العالي والجمعيات العلمية المعنية في تنظيم دورات التكوين المستمر لفائدة أطباء الأسنان…تقترح وتشجع الهيئة بتنسيق مع السلطات المختصة كل عمل يهدف الارتقاء بمهنة طب الأسنان ومحاربة الممارسة غير المشروعة للمهنة”. وفي تدخله، أشار الدكتور محمد سديرا، رئيس فيدرالية النقابات أطباء الأسنان بالمغرب، أن تنظيم هذه الأيام يصب في تأهيل أطباء الأسنان ومواكبة تكوينهم المستمر في سبيل تحسين وتجويد الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، خاصة أن هذا الطب يعرف حركية جد مطردة في مجال المستجدات، واختيار مدينة تيزنيت قرار صائب بهدف تقريب التكوين المستمر للطبيب في مناطق بعيدة عن المركز الرباطوالدارالبيضاء. ولم يفته التعبير عن سعادته واندهاشه للأوراش الكبرى التي شهدها مدينة تيزنيت. من جانب آخر، وجه عدة طلبات للسلطات المحلية والإقليمية، في شكل عتاب، حول المرونة والتساهل الذي تتعامل بها مع الدخلاء على مهنة طب الأسنان والتلاعب بصحة المواطن معبرا عن استعداد هيئات الأطباء التعاون مع السلطات للجم كل من سولت له نفسه تهديد صحة المواطن. أما الأستاذ الدكتور لحسن أسحال، أستاذ بكلية الطب بالدارالبيضاء، تخصص تقويم الأسنان والفك، والرئيس اللجنة العلمية لهذه الأيام التكوينية، فقد عبر عن سعادته الكبيرة بالتواجد بتيزنيت على بعد 10 كيلومترات من مسقط رأسه (أحد الركادة) وأكد على أن مجال طب الأسنان يعرف تطورا سريعا في تقنيات العلاج والأدوات المستعملة وتحدث أمام الأطباء المشاركين عن تقنية اللولب الرقيق في تقويم الأسنان والتقنيات الجديدة في جراحة اللثة وبعض المستجدات في التعويض الثابت للأسنان. وأثناء تناوله الكلمة، قال الدكتور خالد المنصوري، رئيس نقابة أطباء الأسنان بسوس، أن تنظيم مثل هذه المؤتمرات في مناطق نائية تصب في مصلحة الجميع، أطباء ومواطنين، حيث “أصبح من الضروري اليوم، على المواطن التمييز بين الأطباء الحقيقين والدخلاء على المهنة الذين يتلاعبون بصحة المغاربة، بل في السنين الأخيرة، بدأنا نسمع عن الجولات التي يقوم بها بعض السوريين وزيارتهم المرضى في منازلهم، كل هذا أمام أعين السلطات”. وأضاف “إننا ننتظر من البرلمان أن يخرج بإلحاح القوانين المنظمة للمهن الشبه الطبية، وما يهمنا نحن أطباء الأسنان، مهنة المرممين les prothèses”. من جهته، عبر الدكتور محمد أملال، رئيس المجلس الجهوي لهيئة أطباء الأسنان بسوس، عن ارتياحه للقدرة التنظيمية لجمعية أطباء تيزنيت الذين وُفقوا كثيرا في تنظيم هذا الملتقى العلمي والتواصلي، وقال بأن التكوين المستمر من الواجبات الملحة للطبيب لأهيل نفسه من جهة ومن واجب الهيئة أيضا وإحدى أولوياتها الكبيرة. وبدوره وجه نداء للسلطات للتعاون مع الهيئة لمحاربة الدخلاء على هذه المهنة التي ترتبط مباشرة بصحة المواطن، وجوابا على سؤال لماذا تنظيم هذا الملتقى بتيزنيت ولأول مرة، أفاد أن من واجب الهيئة تطبيق اللامركزية التكوين والأنشطة حتى لا تحتكر مدينة الرباطوالبيضاء جميع الأنشطة واللتان وصلتا مستوى في التشبع فيما يخص التكوينات والتظاهرات العلمية، وحان الوقت لتقريب الخدمات والتكوينات للأطباء المتواجدين في المناطق البعيدة. وتجذر الإشارة إلى أنه، منذ نشأتها سنة 2013، لم تتوقف جمعية أطباء الأسنان بتيزنيت عن تنظيم والمساهمة في مجموعة من المبادرات التكوينية والتوعية والاجتماعية لفائدة الأطباء والمواطنين، حيث تعاقدت الجمعية مع شركة مختصة بالدارالبيضاء لجمع النفايات الطبية الخاصة بأطباء الأسنان بتيزنيت. كما بادرت إلى تبني والتكفل ب 115 طفلا يتيما بمدينة تيزنيت بشراكة مع جمعية بلسم لكفالة اليتيم بتيزنيت، هذا بالإضافة إلى مشاركة الجمعية في عدد من الحملات التوعوية والتحسيسية لفائدة ساكنة مجموعة من دواوير إقليمتيزنيت بشراكة مع وزارة الصحة.