كشف شريط فيديو أعدته جمعية نحمي شرف ولدي، عن قصة مثيرة بطلتها امرأة تدعي أنها مربية وضحيتها طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات استغلتها مربيتها في أعمال التسول لظروف أمها القاهرة، وذلك على مستوى دوار أولاد هماد إقليمتارودانت. وبحسب الشريط، فإن والدة الطفلة المسماة فاطمة، أنجبت ابنة خارج مؤسسة الزواج، اختارت لها اسم نسرين، في وقت تخلى فيه والد الطفلة عن ابنته وعن المرأة التي توسمت فيه خيرا ليكون شريك حياتها، بعدما غادر مدينة تارودانت صوب الأقاليم الجنوبية لتدبير أمور حياته. ومع مرور الوقت، اضطرت فاطمة والدة نسرين الاشتغال كنادلة في المقاهي لتوفير حاجياتها وحاجيات ابنتها، مما دفعها إلى ترك فلذة كبها عند سيدة بالمنطقة لرعايتها حتى عودتها بمقابل مادي. غير أن الأمور لم تجر بالشكل الذي خططت له فاطمة، فمع توالي الأيام وإصابتها بمرض مزمن، عجزت معه عن توفير أجرة المربية وتوفير حاجياتها وحاجيات ابنتها، وتركت البنت لفترة زمنية معينة عند المربية. إلا أن المفاجأة كانت كبيرة، حينما عادت فاطمة لتتسلم ابنتها، حيث رفضت المربية إعادة الطفلة لوالدتها، وطالبت بمقابل مادي قدره مليون سنتيم، عجزت معه فاطمة مرة أخرى عن تدبيره ودخلت في ثورة غضب عارمة، لتسقط الأم مغشياً عليها، وليتم نقلها إلى المستشفى، وكانت سببا رئيسيا في تدهور حالتها الصحية. معاناة فاطمة بدأت من جديد، وتكالبت عليها الأمراض والأزمات من كل الجوانب، ترددت معه على عدد من المستشفيات بالإقليم، لكن شاءت الأقدار أن تتوفى فاطمة اختناقا بالغاز في ظروف غامضة. وما أضاف من مأساة القضية وعمق جراحها، لما حاولت أسرة والدة نسرين استعادة حفيدتها من المرأة المربية، غير أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، لدرجة أصبحت معه المربية تحرض الطفلة على عائلتها وتكرهها فيهم . المثير في القضية، أن المربية، بدورها تعيش حياة صعبة بشكل يجعلها غير قادرة بتاتا على التكفل بهذه الطفلة نسرين. وحسب عائلة الطفلة بكونها هي الأخرى تشتغل بالضيعات الفلاحية بسبت الكردان، وتعيل تسعة أبناء ذكور و تستخدم الطفلة نسرين في أعمال التسول بالأسواق وهو المشهد الذي نزل كالصاعقة على الأسرة. وعلى الفور، وخوفا على مستقبل الطفلة وما يهدد حياتها داخل هذا الوسط، خاصة وأنها البنت الوحيدة التي تعيش داخل أسرة أغلب أفرادها شباب ذكور، بشكل أثار الريبة والشك في نفسية عائلة نسرين، مما دفعهم إلى طرق أبواب جمعية نحمي شرف ولدي لتبني القضية ومساعدتها في اتخاذ الإجراءات القانونية لاستعادة الطفلة نسرين إلى حضن العائلة. جمعية نحمي شرف ولدي، بدوره بادرت إلى وضع شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتارودانت، لإنقاذ البنت من مربيتها وإنهاء هذه المعاناة. من جهة أخرى، أعادت هذه القضية إلى الواجهة، نشاط عدة مربيات بالجهة الذين يشتغلون خارج الضوابط القانونية. وطالبت جمعية نحمي شرف ولدي، السلطات المحلية بإحصاء عدد المربيات العشوائيات لمراقبة الأطفال وللاستفادة من برنامج تكويني وتقنين هذه الخدمة لتفادي أحداث قد تضر بأطفال وأمهات العائلات الذين يضطرون لترك أطفالهم عند مثل هؤلاء المربيات والحد من هذه الجرائم التي بدأت تتزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة و التي راحت ضحيتها الطفلة نسرين التي هزت المجتمع الروداني ومحاسبة كل من سولت له نفسه استغلال براءة الأطفال وارتكاب جرائم في حقهم خاصة وأن الحادثة هي الثانية من نوعها التي تذهب ضحيتها طفلة في مدينة أولاد تايمة.