تشكل مجزرة أورير، فضاء "تحالف" فيه الغش واللامبالاة وانعدام أبسط شروط السلامة الصحية للذبيحة للنيل من صحة المواطن وبيئته، مراسل جريدة أكادير 24 أنفو، عاين ذبح رؤوس الماشية و وعمليات الذبح في شروط كارثية، كما عاين كيف يتم نقل تلك اللحوم في وسائل نقل للتوزيع لا تقل فظاعة عن مكان الذبح. جريدة أكادير 24 أنفو، وقفت خلال زيارتها للمجزرة على الظروف غير الصحية التي يتم بواسطتها نقل اللحوم من هذه المجزرة إلى الشاحنات ووسائل أخرى، حيث يعمد الجزارون ببذلهم ملطخة بالدماء والأوساخ وأشياء أخرى إلى حمل اللحوم على أكتافهم أو معانقتها بنفس الثياب بل أحيانا ينال التراب من جزء منها، فضلا عن لحظة وصولها للشاحنة التي تعرف حالة من الأوساخ بدورها لكنها تبقى أقل من عمليات نقل اللحوم بالهوندات أو بدرجات النقل الصينية ثلاثية العجالات المعروفة ب "تريبورتور". صور غنية عن التعريف بالكارثة البيئية التي تعرفها مجزرة أورير، جذران متسخة ودماء متعفنة وفضلات منتشرة هنا وهناك، وذباب كسحابة سوداء تعشش على اللحوم ورائحة تزكم الأنوف، ومياه قاتمة تصب بمحاذاة الوادي تفرز ديدان بيضاء . فضلا عن الأرض التي يتكدس فيها الدم وبها أكوام من الروث والجلود، وهو ما يصيب اللحوم ببعض الأوساخ والفضلات خاصة المقتربة منها من الأرض على الرغم من وجود من يحمل مكنسة ويحاول بها التغلب على فيضانات الدم والروث. وبباب المجزرة أيضا يشكل روث البهائم وحمولة "الكرشة" التي يتم إفراغها أكواما على شكل تلال تتحلق فوقها مجموعات من الذباب والناموس، لا شك أن المواطن والبيئة سينال الكثير من الأضرار. وضع خطير جدا يتحمل فيه المجلس الجماعي لأورير المسؤولية الكبرى، فيما العاملون فيه يتحملون مسؤولية نظافته كما يتحمل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بقسط من هذه الأوضاع الكارتية بسبب إمضائه على اللحوم رغم الظروف غير الصحية التي تذبح فيه الذبيحة. المفارقة كبيرة وغريبة بعد أن عجز فيها المجلس الجماعي لأورير عن التدخل وإصلاح الأوضاع، في وقت اكتفى فيه مسؤولي المجزرة باستخلاص مبلغ الذبح عن كل رأس بقر عن كل رأس غنم وشاه، وماعز. فكيف للمجلس الجماعي أن يستخلص واجبات الذبح منذ أزيد من 20 سنة دون توفير مجزرة عصرية حديثة، تتوفر فيها شروط السلامة الصحية وثلاجات تبريد بالإضافة إلى سيارة نقل خاصة لنقل اللحوم. هكذا إذن، يتم تزويد سوق أربعاء أورير ومحلات الجزارة وأصحاب المقاهي وبائعي الأكلات والوجبات بأورير بلحوم هذه المجزرة. الوضعية الكارتية التي توجد عليها مجزرة أورير، يطرح أكثر من سؤال حول وجود إرادة قوية تضع حدا أو تخفف من ظواهر تستهدف صحة المواطنين وحقهم في بيئة نقية أم أن هذا الوضع وغيره سيبقى مجرد صيحة في واد وأن الوضع سيستمر من سيئ إلى أسوء؟ و إلى متى ستخصص جماعة أورير ميزانيتها لبناء مجزرة عصرية تستجيب لجميع الشروط والسلامة الصحية؟.