نظمت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير بشراكة مع المركز الجهوي للاستثمار لجهة سوس ماسة والمجلس الجهوي للسياحة صباح يومه الثلاثاء 14 دجنبر، لقاءا مع مجموعة من الفاعلين المحليين في مجال السياحة قام بتنشيطه الأستاذ الجامعي والخبير الكندي في مجال تنمية وإدارة الوجهات السياحية فرانسوا بيدار. اللقاء الذي احتضنه مقر المركز الجهوي للاستثمار لجهة سوس ماسة، كان فرصة للفاعلين في مجال السياحة بالمدينة من أجل تبادل وجهات النظر حول سبل الإقلاع بالمنتوج السياحي المحلي مع المحاضر الكندي فرانسوا بيدار الذي، إلى جانب عمله الأكاديمي، فهو يترأس المركز العالمي لتميز الوجهات السياحية Centre mondial d'Excellence des Destinations touristiques (CED) الكائن مقره بمدينة مونريال الكندية، والذي تتلخص مهمته أساسا في مساعدة الوجهات السياحية حول العالم على تحقيق التميز وذلك من خلال تطوير قدراتها التنافسية وتحسين نوعية المنتوج السياحي مع الحرص على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي هذا السياق، شدد المحاضر الكندي على أهمية أن تكون الوجهة السياحية "خلاقة" ‘Destination innovante' ومتفردة في منتوجها السياحي، إذ أن السائح، حسب قوله، لا يأتي إلى وجهة معينة إلا وقد أراد أن يعيش تجربة فريدة لم يستطع أن يعيشها في مكان آخر. وقال في هذا الصدد، أنه يجب على الوجهات السياحية النهل من موروثها الثقافي لتصبح متميزة عن غيرها من الوجهات، كما يجب عليها تقوية طابعها الجغرافي بما يشمل البيئة، والثقافة، والتقاليد، والتراث، وحسن عيش السكان. بيدار أشار أيضا أنه إلى جانب الحكامة الجيدة والاستثمار في تحسين جودة البنية التحتية والخدمات وتقوية قدرات الفاعلين في المجال، يجب أيضا على الوجهة السياحية إدماج الساكنة المحلية في الصناعة السياحية و احترام البيئة والاستعمال الأنجع للموارد الطبيعية المتاحة بما يحقق أهداف التنمية المستدامة. هذا، وقد تطرقت جل مداخلات الحاضرين من فاعلين وطلبة حول واقع الصناعة السياحية بالمدينة والحاجة إلى صياغة استراتيجية تخلق الإشعاع للوجهة السياحية لأكادير بما يتناسب ومؤهلاتها، و عدم التركيز فقط على السياحة الساحلية (Tourisme Balnéaire) بل العمل على تطوير أنواع أخرى كالسياحة القروية والجبلية.