فوجئت ساكنة تغصى وبوشليف وامي نوكنسو وتوديلت ووباقي دواوير قيادة اكنيون، التابعة لعمالة تنغير، بالجنوب الشرقي المغربي، يوم الأربعاء 25 نونبر الجاري، على هول كارثة بيئية وصفت بالخطيرة، بعد انهيار أحد خزانات المخلفات المنجمية لمنجم الذهب والنحاس "تيويت". حوالي الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء الماضي، وحسب شهود عيان، بدأت مياه تتفجر من أحد آبار منجم "تيويت" وتسيل مخترقة مساحات من الأراضي الزراعية. الخزان المنهار يضم مخلفات أشغال شركة لاستخراج الذهب كانت تستغل المنجم سابقا، والواضح أن الشركة الجديدة بدأت في إعادة تدوير هذه المخلفات لكن ربما أن خطأ ما سبب هذا التسرب. وحسب ما يؤكده مختصون فإعادة استخراج هذه المعادن من المخلفات المعدنية يتطلب استعمال مواد كيميائية جد سامة. وقد حلت بالمنطقة وفود من السلطات المحلية والإقليمية والشرطة البيئية بورزازات، هذه الإخيرة أكدت أنها أخذت عينات من المواد المتسربة لتحليلها مختبريا لقياس مدى خطرها البيئي. وتستغرب الساكنة من عدم الاستجابة لإنذاراتها المتعددة بالرغم من الشكايات العديد التي أرسلت إلى الجهات المسوؤلة، بل سبق لهم أن نظموا وقفات احتجاجية لكن دون نتيجة، حسب تعبيرهم. هذا وقد سبق لساكنة دوار تغصي أن طالبوا شركة "روش إنفيست" بتحديد رقعة الاستغلال لمنجم "تيويت" لتمكين ذوي الحقوق من تعويضاتهم عن أملاكهم الخاصة، كما طالبوها بالإطلاع على دفتر التحملات الخاص بالاستغلال داعية إياها على ضرورة مراعاة الشروط الدولية المعمول بها في مجال المحافظة على البيئة. مجموعة من شباب المنطقة أكدوا لنا أن المنطقة تعاني التهمش والإقصاء وانعدام المسالك الطرقية التي تتناسب والمادة الخام، و"هاهي الشركة الآن تهديهم المزيد من الكوارث البيئية" حسب قولهم. وجدير بالذكر أن المنجم تستغله شركة "روش انفيست" لإعادة تصفية مخلفاته لاستخراج معادن الذهب والنحاس، منذ يناير2014، حيث شرعت هذه الشركة في إعادة تكرير المخلفات الناتجة عن استغلال المنجم من طرف شركة CDT4 وشركات أخرى رحلت عن المنجم بمبرر ارتفاع تكلفة استخراج مادة الذهب والنحاس والفضة من ذات المنجم مقابل الكمية المستخلصة من هذه المعادن. وتقدر الكمية التي تستخلصها "روش أنفست" حاليا من الذهب الخالص ب 45 كيلوغرام في الشهر الواحد، كما تشغل حوالي 50 عاملا، أغلبهم ليسوا من المنطقة كما أكد لنا مجموعة من المواطنين.