أجلت محكمة الاستئناف بأكادير يوم أمس الثلاثاء النظر في ملف الجندي "ز.ك" المتهم بمحاولة اغتصاب أم زوجته وتعنيف جدة الزوجة بعد إصابتها بكسور على مستوى اليد من طرف الجندي الموقوف. وكان الوكيل العام للملك بإستئنافية وضع الجندي "ز.ك" التابع للثكنة العسكرية للمنطقة الجنوبية ببنسركاو، سجن أيت ملول، بعد إحالة ملفه على قاضي التحقيق، قبل بداية محاكمته في 21 شتنبر الماضي. وتعود فصول قصة الجندي إلى يوم 21 يوليوز الماضي، بعد أن وضعت زوجته المسماة "ك.ا" ذات العشرين سنة، دعوى تطليق شقاق أمام قضاء الأسرة بأكادير موضوع ملف عدد 15/1017. وهو ما جعل مسكن والديها يتعرض للهجوم المتواصل من طرف الجندي المعتقل محاولا الانتقام منهم بأية طريقة إلى أن جاء اليوم المعلوم الذي تعرضت فيه أم الزوجة لمحاولة إغتصاب وتعنيف لجدة الزوجة بعد إصابتها بكسور على مستوى اليد من طرف الجندي الموقوف. وأكدت ممثلة الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان السيدة نعيمة كريم، أن تبنيها لملف السيدة التي تعرضت للاعتداء الشهر الماضي يعود بالأساس إلى الظلم والحكرة التي تعرض لها منزل أصهار الجندي والهجوم عليه مستغلا عيش النساء بمفردهن داخل البيت. وأوضحت في تصريح للجريدة، أن الملف دخل منعطفات خطيرة، بعدما تفاجأت بدخول زميلين للجندي المعتدي طرفا في القضية، من خلال تقديم شهادتهم لكون الزوج كان يتردد على منزل أصهاره للقاء ابنه في محاولة منهم لخلط الأوراق وتحريف مسار القضية عن سياقها المتعلق بواقعة الاغتصاب. متسائلة في نفس الوقت عن الأسباب الحقيقية التي دفعت زملاؤه في الخدمة العسكرية لتقديم شهادتهم في موضوع لا علاقة له بموضوع القضية الذي هو الاغتصاب، مؤكدة أنها من خلال تبنيها ملف القضية تنوي تقديم جميع الحجج الدامغة التي تورط الجندي في واقعة الاغتصاب ولا داعي لخلط الملفات والمواضيع. وقالت نعيمة كريم، أنها كانت شاهدة على واقعة الاغتصاب، بعد أن هاجم الجندي إمرأتين أعزلتين بداخل منزلهما بحي الوفاق ببنسركاو، ، بناء على مكالمة هاتفية تلقتها من زوجة الجندي تطلب من خلالها الاستغاثة والنجدة لقدوم الجندي كل يوم للاعتداء على الضحيتين مما إضطرني التوجه بسرعة للمنزل، فوجدت الجندي قد أصاب جدة الزوجة بكسور بعد أن حاولت منعه أخد طفله الرضيع، ليتوجه إلى غرفة أخرى ليحاصر حماته بأحد أركان المنزل ويحاول إغتصابها وهو مجرد من ملابسه، لكن تدخل رئيسة الجمعية حال دون إقتراف هذه الفعلة الشنيعة، وأكدت السيدة نعيمة أن الجندي بقي بداخل المنزل بدون ملابس لأربع ساعات. وبعد إقناعه بضرورة مغادرة المنزل، إختفى الجندي إلى حال سبيله تاركا حالة من الرعب والهلع في بيت" نسابو". وأكدت أنه خلال اليوم الموالي، حاول الجندي تكرار إعتداءه، لكن تدخل الأمن حال دون حدوث مآسي أخرى ، ليتم إعتقاله وإخبار مسؤوليه بالثكنة العسكرية اللذين إطلعوا على ملفه كاملا قبل تقديمه للعدالة. وأوضحت السيدة نعيمة كريمة ، عضو الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان في تصريح للجريدة أكادير 24 أنفو أن الرابطة، بتبنيها لملف السيدة التي تعرضت للاعتداء الشهر الماضي، ستسعى إلى تقديم دعم نفسي وقانوني لها، حيث يتجلى الشق القانوني بتنصيب محام للرابطة، إلى جانب تقديم الدعم النفسي للضحية، مؤكدة أن المرأة تعيش وضعية نفسية جد صعبة، تستدعي متابعة حالتها عن كتب وإمكانيات مادية كبيرة تعجز عن توفيرها لولا تدخل القلوب الرحيمة التي تكفلت بمصاريف علاجها. وأضافت الفاعلة الجمعوية أن ظاهرة تعرض الزوجات للاعتداء والتعنيف وظاهرة الاغتصاب بشكل عام في تزايد مستمر، مشيرة إلى أن الأمر صار مخيفا؛ فبين الفينة والأخرى، تطالعنا أخبار تفيد تعرض الزوجات لأبشع الاعتداءات من لدن أزواجهن، إما اعتداء بشفرة حلاقة أو سكين؛ مشددة على أن هذه الوضعية تجعلنا أمام مشكلة حقيقية لا بد من إيجاد حل لها في أقرب الآجال.